الجمعة 10 كانون الثاني 2025 09:19 ص |
عون يخرق جدار الصوت فوق ساحة النجمة |
* جنوبيات أجمع المتابعون لجلسة انتخاب الرئيس أمس، أن أحداً من اللبنانيين أو من السياسيين كان يتوقع أن يلقي رئيس الجمهورية المنتخب جوزاف عون خطاباً سياسياً بهذا السقف الذي تخطّى حدود الخطابات التقليدية التي سمعناها من الرؤساء السابقين الذين تولوا الرئاسة منذ اتفاق الطائف. لم يكن خطاب عون عاماً ولا مدججاً بالشعارات الوطنية التي اعتدنا سماعها على لسان المسؤولين، بل خرق جدار الصوت في سماء ساحة النجمة ولاقت كلماته تصفيقاً حاراً من فريق سياسي محدد، بينما رافق السكوت الفريق الآخر في مشهدٍ يلخّص كيف أن الانتخابات الرئاسية عكست بشكل واضح موازين القوى داخل المجلس النيابي.
هذا الكلام يدفعنا إلى الوقوف عند النهج والطريق الذي سيسلكه الرئيس العتيد وإلى طريقة الحكم التي لن تنجح إلاّ بدعم الفرقاء السياسيين، الشيعة والسنّة وغيرهم. فالرئيس، والتجارب تشهد، أن نجاحه يرتبط بمدى تعاون الأفرقاء معه ومدى قبولهم وتجاوبهم مع الأجندة أو المشروع الذي يحمله. من الجيد أن يكون الرئيس عون غير مرتبط بصفقة أو تسوية رئاسية كما كان حال الرئيس السابق ميشال عون، الذي ارتبط باتفاق معراب مع سمير جعجع والتزم بالتسوية الرئاسية مع سعد الحريري و باتفاق مار مخايل مع "حزب الله"، إضافة ًإلى غرقه بطموحات صهره جبران باسيل التي ذبحت العهد والجمهورية و"التيار الوطني الحر" من الوريد إلى الوريد. عدم ارتباط عون بكل ما ذكر أعلاه يحرره ويجعل منه رئيساً قوياً، لكن مصادر نيابية اعتبرت أنه كان بإمكانه التغاضي عن ذكر ما ذكره في خطاب القسم، وكان مستحباً أن يتركها للمجالس المغلقة وللوقت والمكان المناسبين، لأنها بكل تأكيد تركت عدم ارتياح عند فريق سياسي أثبت بالأمس أن الإستحقاقات لا تُنجز من دونه. لكن من جهة أخرى، أبدت مصادر المعارضة ارتياحها بالكامل لخطاب عون، معتبرة أن صراحة عون ووضوحه أمر مطلوب لقيادة المرحلة، ولو أنه تحدث بعنوانين وتفاصيل عامة كنا لتوجسنا وخشينا من خيارنا الرئاسي، لكنه لم يفعل. المصدر :ليبانون ديبايت |