السبت 11 كانون الثاني 2025 15:11 م

هيثم زعيتر لـ"تلفزيون فلسطين": انتخاب الرئيس عون استجابة لتطلعات اللبنانيين وأكد في خطاب القسم على دعم القضية الفلسطينية


* جنوبيات

أكد الإعلامي هيثم زعيتر أن "انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، جاء بغالبية أصوات نواب الأمة، استجابة لتطلعات الشعب اللبناني، وبعمق عربي، ودعم دولي، وهو الذي تربى على القيم الوطنية والعيش المُشترك".
ورأى زعيتر خلال نشرة أخبار "تلفزيون فلسطين"، حول "انتخاب الرئيس جوزاف عون"، يوم الجمعة في 10 كانون الثاني/يناير 2025، أن "دعم القضية الفلسطينية كان واضحاً في خطاب القسم، حيث شدد على مظلومية الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته الفلسطينية، وكرس خلال مسيرته كقائد للجيش، التنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية، و"مُنظمة التحرير الفلسطينية"، وسفارة دولة فلسطين في لبنان، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي شدد خلال الاتصال معه على عمق الروابط اللبنانية - الفلسطينية، وأن اللاجئ الفلسطيني سيبقى عامل أمن واستقرار للبنان".
وقال: "هناك أكثر من مُباركة بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية:
- المُباركة الأولى: لأنه ملأ شُغوراً لأكثر من 800 يوماً، استمر مُنذ خروج الرئيس ميشال عون من رئاسة الجمهورية بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022.
- المُباركة الثانية: أن اليوم هو 10 كانون الثاني/يناير، يُصادف عيد الميلاد الـ61 للعماد جوزاف عون، الذي ولد في بلدة العيشية، تلك البلدة المُرابطة في منطقة جغرافية ضمن قضاء جزين، وتقع بين صيدا والنبطية والبقاع وجبل لبنان، وبخليط من الطوائف اللبنانية كافة - أي أنه مُنذ البداية وعى أهمية النسيج الوطني اللبناني، وهو ما سار عليه".
وألمح إلى أن "النقطة الأهم هي، أن الشعب اللبناني اختار العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، قبل أن يقترع له 99 نائباً في الدورة، التي حددها رئيس مجلس النواب للبناني نبيه بري، بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير 2025، من أصل 128 نائباً، بدعم عربي ودولي كبيرين، وهذا يُعطي اطمئناناً لدى اللبنانيين، الذين كانوا يطمحون بأن يكون الانتخاب قبل فترة من الوقت".
وأشار إلى أن "الانتخاب هو للرئيس الرابع عشر، وأيضاً الرئيس الأول بعد المئوية الأولى للبنان، وبعدما كان قائداً للجيش في الولاية الرابعة عشر، مُنذ 8 آذار/مارس 2017، والبيئة التي تربى فيها العماد جوزاف عون، هي بيئة وطنية لبنانية، تُؤكد على التعايش الوطني، وأيضاً مع الجانب الفلسطيني، وقد مرت بلدته العيشية، بحدث هام بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 1976، عندما أُختطف القيادي الفلسطيني عثمان أبو غربية من قبل بعض الأدوات المُرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي بهدف إحداث فتنة، وكان خيار والد جوزاف عون، خليل عون، رفض الاندماج مع ما سمي لاحقاً بـ"مليشيا العميل سعد حداد"، ومن ثم "ميلشيا أنطوان لحد"، لإقامة الشريط الحدودي - أي أنه فضل أن يكون من ضمن لبنان، لا أن ينسلخ عنه، ويدفع بابنه إلى بيروت لاستمرار الحياة، وهذه النقطة تُؤكد وطنيته، وانضمامه إلى الجيش اللبناني في العام 1983".
وأوضح زعيتر أن "هذه الثوابت التي تربى عليها، وأرضعته إياها والدته، هدى مخلوطة، حب الأرض والمُواطنين في لبنان، كرسها بمُعايشته وتجربته للكثير من الفلسطينيين في مراحل مُتعددة، وصولاً إلى ما قبل انتخابه، وعندما نتحدث عن تعيينه قائداً للجيش بتاريخ 8 آذار/مارس 2017، وبعد أيام قليلة من ذلك، كانت بداية القصف من قبل بعض الخارجين على القانون، وبينهم عندما تم الاعتداء على "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" وحركة "فتح" في مُخيم عين الحلوة، بتاريخ 7 نيسان/إبريل 2017، فكان موقفه حاسماً، بالتأكيد على التزام التعاون والتنسيق مع الشرعية الفلسطينية، من خلال "مُنظمة التحرير الفلسطينية" وسفارة دولة فلسطين في لبنان، وفي فترة السنوات التي أمضاها بقيادة الجيش اللبناني، كان تنسيقه الأساسي والرئيسي مع "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، كمُمثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ومع الوفد الذي ترأسه عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" المُشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الأحمد، أو من خلال سفارة دولة فلسطين والسفير أشرف دبور".
وأشار إلى أن "الضابط المغوار جوزاف عون، وعى باكراً مظلومية الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، وكانت علاقته مع القيادات والأطراف الفلسطينية مُنذ الصغر، اليوم هو في عمر الـ61 عاماً، وحاول البعض القصف باتجاهه، لزج الفلسطينيين في أتون الصراعات، فكان الحرص الفلسطيني على وأد الفتنة سريعاً، وبعد فترة من تعيين العماد عون رئيساً للجيش، كانت زيارة الرئيس عباس إلى لبنان، حيث التقى العماد عون ضمن الاجتماعات التي عُقدت في القصر الجمهوري، وكانت لقاءات مُتعددة في فترات لاحقة"، مُؤكداً أنه "في فترة رئاسة العماد عون للمُؤسسة العسكرية، يشهد الجميع على حسن العلاقات مع الفلسطينيين، وأن التوجه كان دائماً لحفظ الأمن والاستقرار ووأد الفتن، ومنع مُحاولات المُؤامرات لجر المُخيمات الفلسطينية إلى أي صراعات داخلية، وكان التنسيق كبيرٌ جداً في هذا المجال، وتجلى في أكثر من محطة، لعدم تكرار ما جرى من اختطاف مُخيم نهر البارد في العام 2007، من قبل مجموعة إرهابية، اعتدت على الجيش اللبناني، الذي دفع الضريبة كما دفعناها، لمُواجهة هذه المجموعات".
وأوضح زعيتر أن "الرئيس محمود عباس، سارع بالإبراق لتهنئة الرئيس عون، ثم باتصال هاتفي مُهنئاً، ومُشيداً بخطاب القسم، الذي تضمن 23 تعهداً، بينها كان تعهد واضح وصريح، بالتأكيد على:
- رفض التوطين للاجئين الفلسطينيين، وهو ما نُؤكد عليه ونرفضه، والرئيس محمود عباس أكد مراراً وتكراراً ورفض "صفقة القرن"، لأنها تستثني اللاجئين، ومنهم من هم في لبنان.
- التمسك بحل الدولتين، وهو ما نسعى إليه، لتكريس عضوية دولة فلسطين في الأُمم المُتحدة، من عضو مُراقب إلى عضو كامل العضوية، الذي انتزعه الرئيس "أبو مازن"، بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وتجسيده على أرض الواقع.
- التمسك بمُبادرة السلام العربية، التي تقدم بها الأمير عبدالله بن عبد العزيز، في بيروت، في آذار/مارس 2002.
- التمسك بالحياة الكريمة للشعب الفلسطيني إلى حين عودته، ونأمل أن يتم التعامل في ملفٍ مُتكامل للوجود الفلسطيني في لبنان، وليس كما كان ينظر إليه البعض، من زاوية أمنية".
وأشار إلى أن "تأكيد الرئيس محمود عباس، كان واضحاً ومُجدداً، شدد على أن المُخيمات الفلسطينية في لبنان، هي جزءٌ من الأراضي اللبنانية، تخضع إلى القانون اللبناني، وكل المُوجبات التي نحترمها كضيوف في لبنان، وأن اللاجئ الفلسطيني سيستمر كعامل استقرار، وتفويت الفرصة على مُحاولات التوتير في لبنان".
واعتبر أن "الانتخاب جاء في مرحلة مفصلية يمر بها لبنان، بعد 800 يوماً على الشغور الرئاسي، وأمام الرئيس عون 72 شهراً، لتنفيذ برنامج عمله، الذي تحدث عنه في عناوين يتوق إليها المُواطن اللبناني والضيف المُقيم في لبنان، سواءً أكان لاجئاً فلسطينياً، أو نازحاً سورياً، أو غيرهم من الضيوف، وهذه العناوين تُؤكد على أن هناك مَن ما زال يحرص على الحق الفلسطيني".
وختم زعيتر بالقول: "أذكر أن والدة الرئيس عون، هدى مخلوطة، التي رحلت في مثل هذه الأيام، قبل عام، كانت أمنيتها زيارة فلسطين، والحج إلى بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس مُحررة، من هذه الثوابت، التي تربى عليها الرئيس جوزاف عون، ابن بلدة العيشية، القريبة من الأراضي الفلسطينية المُحتلة، أكد عليها مُجدداً، بتأكيد الثوابت الفلسطينية، وبعمق عربي ودعم دولي، وألا يكون لبنان مُصدراً لأي من الأزمات والصراعات إلى الخارج، والأهم هو الوحدة الداخلية اللبنانية، التي تجلت في هذا الانتخاب من قبل نواب الأمة، الذين اقترعوا استجابةً لما أراده الشعب اللبناني".

المصدر :جنوبيات