ما مِن شجرة لم تهزّها ريح، وما مِن إنسان لم يهزّه فشل، ولكن هناك أشجار صلبة، وأشخاص أقوياء، فكن منهم.
ويمضي بنا العمر على رصيف الانتظار، منّا من ينتظر فرجًا، ومنّا من ينتظر شفاءً، ومنّا من ينتظر غائبًا، ومنّا من ينتظر سعادة.
وهكذا تمضي الحياة دائمًا في انتظار أشياء قد تأتي أو لا تأتي.
ولكن يبقى الأمل هو الركيزة الوحيدة الّتي نتّكئ عليها على مقاعد الانتظار.
الكبير هو الكبير بمواقفه، بصلابته، بشجاعته، بتضحياته، بعنفوانه، بكرامته، بحكمته، بنزاهته، بثباته. وإنّ إشارةً منه تكفي لاتّخاذ القرار المناسب على الأصعدة كلّها. "وإنّ اللبيب من الإشارة يفهمُ".
إنّ محبّة الناس رزق عظيم من الله
وكنز ليس له ثمن حتّى لو أنفق المرء عليه كنوز الدنيا كلّها.
قال تعالى: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}.
الحمد لله الذي وهب لنا أحبّة أغلى وأعزّ من كنوز الأرض.
اللهمّ ارزقنا حلاوة الأخوّة، وطول الصحبة، ولذّة المغفرة، وصفاء الودّ، وتجنّب الزلل، وبلوغ الأمل، وحسن الخاتمة بصلاح العمل.
طبتم بروعة قلوبكم البيضاء.
اللهمّ إنّا نسألك من الأحوالِ أحسنها، ومن الأقوالِ أكرمها، ومن القلوبِ أتقاها، ومن الصدور أوسعها، ومن الظنون أخيرها، ومن الحياة أطيبها.
وأسأل الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء أن يعطيكم فيرضيكم، ويرزقكم فيغنيكم، ويجعلنا وإيّاكم من سعداء الدنيا والآخرة.
آمين يا ربّ العالمين.