الخميس 30 كانون الثاني 2025 08:45 ص

أيام حاسمة على الجبهة اللبنانيّة.. أين تتموضع واشنطن؟


* ميشال نصر

ملفان يشغلان الساحة اللبنانية هذه الايام، بعدما تراجعت ارتدادات الزلزال الذي ضربها خلال الاسبوعين الماضيين، يربط بينهما خيط حزب الله الرفيع، الذي اظهر خلافا لتوقعات الكثيرين، نجاحه في اعادة ترميم قوته بسرعة قياسية خصوصا على الصعيد الشعبي، وقد نجح حتى اللحظة في قلب الطاولة واعادة رسم توازنات جديدة: سياسيا في صده كل محاولات اخراجه من "المالية" والمعادلة الحاكمة، وميدانيا في التحركات الشعبية جنوبا وفي بعض المناطق.

وتشير مصادر متابعة في هذا الخصوص، الى ان لا ضمانات فعلية حول تاريخ 18 شباط، انما وعود يتوقف تنفيذها على نتائج زيارة رئيس الحكومة "الاسرائيلية"بنيامين نتانياهو الى واشنطن، ولقاءاته على المستويين السياسي والعسكري، حيث سيحتل الملف اللبناني صدارة المباحثات، خصوصا ان جزءا من التفاوض السابق بين واشنطن و "تل ابيب" حول غزة شمل لبنان، بمعنى ربط "تل ابيب" ملف لبنان بغزة في نقطتين محددتين:

- مسألة اسرى حزب الله، الذين ستشملهم مفاوضات المرحلة الثانية بين حماس و "اسرائيل"، حيث يتوقع الا تكون هناك اي تعقيدات في هذا الخصوص، الا في حال نجحت بيروت في اطلاقهم قبل ذلك، حيث علم ان ممثل لبنان في "اللجنة الخماسية" سيحمل معه الى اجتماع الاثنين لائحة باسمائهم معدلة، رغم الاعتقاد السائد بان التفاوض حولهم لن يكون سهلا.

- مسألة الانسحاب الكامل، اذ وفقا لاوساط اميركية، فان بنيامين نتانياهو حصل على تعهد اميركي بتبني موقف "تل ابيب" في ما خص الوضع على الجبهة الشمالية، لجهة الترتيبات الامنية التي تراها مناسبة، لاعادة المستوطنين الى الشمال وضمان امنهم، وهو ما طالب به وزير المالية كثمن لعدم اسقاط الحكومة، فضلا عن حرية الحركة في الضفة.

وتؤكد الاوساط، ان مهلة الاول من آذار لعودة مستوطني الشمال الى منازلهم، التي حددها سموتريتش، لن تكون اكيدة، في ظل الاحتجاجات التي ينظمها هؤلاء ورفضهم العودة، خصوصا بعد مشاهد الزحف البشري على الجانب اللبناني، وتحرير بعض القرى، مع اضطرار جيش الاحتلال للانسحاب، اما اهالي القرى المتقدمون والذين وصلوا الى مسافة صفر من جنوده وآلياته، فكان من الممكن جدا في لحظة معينة ان يتمكنوا من اسر جنود.

وفي هذا الاطار، تكشف الاوساط  ان ثمة اكثر من طرح حول الحدود الشمالية:

- الاول، يقضي بالابقاء على خمس نقاط كاشفة تشكل امتدادا للمواقع، التي تم استحداثها في جبل الشيخ، وتسمح بالسيطرة بالنار على كامل القطاعات الثلاثة.

 - الثاني، انشاء مجموعة مواقع عسكرية على طول الخط الازرق، على ان تنتشر قوات دولية معززة في التلال الخمس الاستراتيجية.

- الثالث وهو الاهم، ويؤيده المستوى السياسي في واشنطن، ويقضي بانشاء منطقة عازلة، تمهد لمفاوضات الوضع النهائي لجهة ترسيم الحدود، وحل النقاط الخلافية.

ورأت الاوساط ان احد نقاط الضعف الاساسية في الموقف اللبناني، هي اقتناع واشنطن بان بيروت لم تنفذ المرحلة الاولى التي نصت عليها مهلة ال60 يوما، وذلك بناء لمعلومات استخباراتية اميركية، قامت بجمعها طائرات استطلاع اميركية تطابقت معطياتها مع ما حمله معه وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر الى البنتاغون، من خرائط واحداثيات وتقارير.
وكشفت الاوساط ان واشنطن خلال المفاوضات التي جرت نهاية الاسبوع الماضي، والتي افضت الى تمديد مهلة وقف الاعمال العدائية، لم تتعهد للجانب اللبناني بان "اسرائيل" ستوقف ممارساتها، من تفجيرات واستهداف اماكن معينة.

وختمت الاوساط، بان تعيين مورغان اورتاغوس، نائبة للمبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط، وتكليفها بملف لبنان، وهي المعروف عنها قربها من وزير الخارجية السابق مايك بومبيو وفريقه، يعتبر نقطة مهمة لـ "اسرائيل"، خصوصا انها ستتسلم رئاسة "اللجنة الخماسية" المشرفة على وقف النار.

فهل تجاري الادارة الاميركية المطالب "الاسرائيلية" فتدخل الجبهة الجنوبية المجهول؟

كل المؤشرات والمعطيات تدل الى ان نتانياهو سيعود من العاصمة الاميركية، بمزيد من الدعم لسياساته على كافة الجبهات، حيث تبقى المخاوف من اعادة تحريك الجبهة اللبنانية – السورية، في ظل التصعيد في الضفة، وفرملة الاندفاعة الاميركية نحو الاصطدام مع طهران، امام تراجع الاخيرة التكتي والاستراتيجي في المنطقة، وهو ما يفتح الباب لبنانيا على كافة الاحتمالات.

المصدر :الديار