الاثنين 3 شباط 2025 08:25 ص |
رفض فلسطيني حاسم لوقف عمل "الأونروا"... وتهجير أبناء غزة إلى الأردن ومصر |
* جنوبيات ملفان ساخنان فرضا نفسيهما على جدول أعمال ومتابعة القوى الفلسطينية في لبنان، نظرًا لتداعياتهما على واقع الوجود الفلسطيني في لبنان. وهما مترابطان بطريقة غير مباشرة في إطار المساعي الأميركية–الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حقّ العودة، في وقت يرتفع فيه الصوت العربي مطالبًا بحل الدولتين بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة.
وأوضحت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن الخطير في منع "الأونروا" من العمل داخل إسرائيل هو تزامنه مع تولي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مهامه رسميًا، وتوقيعه على وقف تمويلها في إطار قراره الخاص بتعليق جميع برامج المساعدات الخارجية "موقتًا" لمدة 90 يومًا، لحين إجراء مراجعات لتحديد مدى توافقها مع أهدافه السياسية.
خطة تهجير
هذه التصريحات الأميركية، التي رفضها الفلسطينيون واعتبروها خطة مشبوهة لتهجيرهم، تُعد استكمالًا لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، خاصة بعد فشلها في تحقيق أهدافها بالقوة. قوبلت برفض قاطع من الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن، حيث أجمعوا على أن هذه الخطوة تهدد استقرار المنطقة وتتناقض مع حقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم. وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن خطة ترامب تُعتبر وجهًا بديلاً عن "صفقة القرن" التي أطلقها في ولايته السابقة عام 2020، ولكنه فشل في تحقيقها بسبب الرفض الفلسطيني الرسمي والسياسي والشعبي، مما أدى إلى مقاطعة السلطة الفلسطينية وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وغيرها من القرارات المجحفة. فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن خطة ترامب "لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ". وتشير المصادر إلى أن الفلسطينيين رفضوا الصفقة لأن ترامب تعهد بأن تظل القدس عاصمة "غير مقسّمة" لإسرائيل وشطب حق العودة عبر التوطين في دول الشتات، وان كان قد اقترح فيها حلّ الدولتين، على قاعدة عدم إجبار أيّ إسرائيلي أو فلسطيني على ترك منزله. بينما اليوم يتراجع عنها ولم يصدر موقفًا واضحًا بشأنها، بل دعا إلى تهجير الفلسطينيين تحت عنوان إنساني. وتُؤثِّر التطورات بشكل مباشر على الوجود الفلسطيني في لبنان، حيث يُعتبر اللاجئون الفلسطينيون جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والإنساني في البلاد. وان أي تغيير في أوضاعهم أو محاولات لتهجيرهم قد تؤدّي إلى تداعيات إنسانيّة واجتماعية واقتصادية كبيرة. ومنذ أكثر من سبعة عقود ونصف، يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وخاصة سكان المخيمات، أوضاعًا معيشية بالغة الصعوبة تتنافى مع أبسط معايير الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية. يتعرضون إلى أشكال عدة من التهميش، ويعانون منذ سنوات من الفقر المدقع والبؤس والحرمان، مما يفاقم من معاناتهم اليومية. المصدر :النشرة |