لقد كانت ركيزة الأمين العام لحزب اللَّه السابق هي الدعوة إلى التحرير. لكن تحرير ماذا؟ هو تحرير الإنسان من الفكر المادي إلى الفكر المرتبط بالعقيدة الإلهية. وقد كان محفل خطاباته يتجلى في إظهار سلبيات العدو الإسرائيلي والكسل عنهم ببعض الكلمات المُبطنة من قبل السيد حسن. إذاً ماذا حدث بعد استشهاده؟

إنّ الجمهورية اللبنانية وأخيراً تم وجود رئيس للبلاد وهو العماد جوزاف عون، كما أنّ لبنان شهد رئيساً مكلفاً ألا وهو السفير والدكتور والقاضي نواف سلام. وهذا ما يُشكل بداية تغيير للبنان أو بداية وضع الدول الأخرى على لبنان! إلا أنّ وجود السيد حسن أثبت التجذر الديني كونه رجل دين، لذلك فالجنوب وأهل الجنوب تمسكوا بالعقيدة الحسينية وشعاراته "هيهات منا الذلة" والسيد أشاع تلك العبارات لتذكيرهم أنهم لهم خط وعليهم أن يقتدوا به. بيد أنّ استشهاد السيد أعطى للجنوب خاصةً حالة صدمة، إلا أنهم بعد فترة عادوا إلى عقيدتهم وأيديولوجيتهم. والآن وبعد ما حصل من تغييرات عميقة في السياسة اللبنانية، وخاصةً على الثنائي الوطني الشيعي، ومن أولى التغييرات هو استيعاب أفكار المعارضة لفهم ماذا يريدون؟ والكشف عن ماهية تعلق الثنائي بسلطة أو لا؟ لأنّ لبنان حالياً في حالة من التغير بعدما كان في حالة تخبط دائم.

لكن السؤال الجوهري هو: هل يخضع الثنائي إلى قرارات العهد الجديد أو العون لله وعلى الدنيا السلام؟