رأى رئيس جمعية "الخير في كل مكان" العميد المتقاعد بسام ابو الحسن في حديث خاص لـ"جنوبيات"، أنه بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، هناك امل كبير بتعافي لبنان، وايجاد فرصة حقيقية وجدّية يمكن لها أن تغير المشهد إلى الموقع الذي يجب أن ترسو عليه، ليستعيد لبنان استقراره وأمله بمستقبل واعد بعد سنوات من الأزمات وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

جمعية "الخير في كل مكان" هي جمعية لا تبتغي الربح، جميع أعضائها من المتطوعين، تتجاوز الطوائف والأحزاب والعصبيات لتستقر في الإنسانية، انطلقت سنة 2017 واستحصلت على علم وخبر سنة 2018، لتكون بمثابة السند لأبناء المجتمع والوقوف إلى جانبهم، بغض النظر عن المكان والانتماء، لمساعدتهم بشتى احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية ضمن الإمكانات المتوفرة، من خلال تبرعات الاعضاء ومساهمات الاصدقاء والخيّرين المؤمنين بالمشروع، ولذلك لن نألوَ جهدًا في مساندة ودعم أبناء مجتمعنا في هذه الفترة العصيبة من تاريخ لبنان، وفق ابو الحسن.

عمل الجمعية يقوم على ثلاث ركائز أساسية:
1. الركيزة الأولى هي تنمية القدرات الفردية بإقامة دورات تدريبية وتعليمية وتوفير بعض المعدات، لتشجيع الزراعة والصناعات الخفيفة، والحرف المنتجة... ولكي نقرن القول بالفعل قامت الجمعية بإنشاء مصنع شوكولاتة باسم Fondant ويعود ريعه لدعم الجمعية في أعمالها الخيرية.
2. الركيزة الثانية هي مساعدات عينية كالدواء والغذاء، ووسائل التدفئة ومتمماتها... للعائلات المستورة والأكثر حاجة، والمسنين المنسيين، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وغيرهم.
3. والركيزة الثالثة والأهم هي العمل الثقافي الذي نعتبره الجسر الاساسي للعبور نحو المواطنة ولبنان الحلم الذي نصبو إليه كفكرة ورسالة آمنّا بها بتعدد المكونات الثقافية والحضارية والفكرية، بالإضافة إلى نشر الوعي وترميم ما تهدّم من قيم وعادات حميدة وادخالها في دائرة التطور العلمي والتقدم التقني.

يضيف: "لقد آلينا على أنفسنا منذ المحطات الاولى لتأسيس الجمعية أن تكون جمعية ذات بعد اجتماعي، اقتصادي، انساني، اسنادي للناس بعد كل الازمات التي عصفت بلبنان، ويأتي هذا معطوفا ومتكاملًا مع الشأن التوعوي الثقافي. والجمعية مستمرة بالتعاون مع كل مكونات المجتمع في مسيرة الإحسان لتحقيق أهدافها الخيرية والإنسانية".

يتابع: "إن هذه الاعمال التي تقوم بها الجمعية تصب في بحر العطاء الذي يتناغم مع أهداف المرحلة الجديدة في سبيل رفعة الانسان والوطن. عمل الخير يُبحر في بحر الإنسانية ليعود من حيث انطلق، فيمسي الانسان هو المفيد وهو المستفيد".

ينهي ابو الحسن بالتأكيد على مؤازرة مؤسسات الدولة وخاصة الجيش اللبناني وجميع المؤسسات الأمنية، من قِبل جميع المؤسسات والجمعيات والنوادي والفعاليات، فلا شيء سوى الدولة يمكن أن يكون خيارا لنا جميعا، للعبور نحو لبنان الاستقرار والازدهار والحضور المؤثر الذي نمني النفس به.