السبت 22 شباط 2025 09:44 ص

الغريبة: "الرشاد"


* جنوبيات

استيقظت الغريبة على صوت ذلك الرجل، يطلق السباب ويعلو صوته، قالت في سرّها يا له من رجل غير رشيد، ذهبت إليه وقالت له ما الذي جرى هل نحن في ساحة حرب أو ما شابه، ما الذي جرى لك في هذا الصباح، نظر إليها بشزر وحدق فيها قائلاً: أنا حقيقة لا استطيع ان ادرك كيف يمكنك العيش وأنت لا تزالين تتعاملين مع المواقف بهذه السذاجة، تنفست الصعداء وأخذت تفكر وقالت في سرّها:  بماذا أجيبه فمهما قلت فلن يفهم المراد الذي أريد ان أوضحه له، أخذت تفكر في إجابة تلائم الموقف الذي هي عليه، وهمت بالكلام إلا أن الرجل كثير الكلام والذي كلامه يسبق عقله، بدأ بتوزيع الإتهامات ورمي المسؤوليات والتحدث دون الوعي بحقائق الأمور، والغريبة تنصت لما يقول وتقول في سرّها، الأمور لا يمكن حلّها دون الإحاطة بالتفاصيل الدقيقة.  
سمعت رنين الجرس همّت بفتح الباب وإذا بإمرأة تسأل عن منزل احد الأقرباء، ساعدتها الغريبة وأرشدتها الى المنزل الذي تريد، ثمّ قالت لو أن الرشاد سبيلنا لكنّا في ألف خير فكم منا يفتقد الى الرشد، ومضت تقوم بأعمالها اليومية والرجل مضى الى عمله وكأن شيئاً لم يكن، هي أخذت على عاتقها الأعمال المنوطة بها فهي لا تتنصل من المسؤولية الملقاة عليها، فقد اعتادت ان تؤدي الواجبات على اكمل وجه بغض النظر ان كانت تحب ذلك أو تكره.  
أخذت الغريبة تفكر هل الحياة ستكافئني وستهديني شيئاً ثميناً لا يقدر، ام انني سأعيش دون الإمكانية من ترك أثر جميل ، راح فكرها يجول وذهب بها الى التفكير بالرجل الشريف الذي إلتقت به قبل عشرون عاماً ، فهو لا يزال عالقاً في فكرها وعقلها اللاوعي ، وقالت في سرّها ماذا لو فتشت عن رقمه وعنوانه لأذهب إليه فهو في النهاية طبيب وانا اعاني من مشكلة صحية لا بد من علاجها، على الرغم من كل السنوات التي مرت فهي لم تنس أسلوبه الرقيق في التعامل ونبرة صوته التي تركت فيها أثرا لم تستطع نسيانه على رغم السنين.(يتبع)

المصدر :جنوبيات