![]() |
الأربعاء 26 شباط 2025 14:33 م |
اراكَ الآن حياً ..! |
* جنوبيات
يا شهيدَ الفجرِ.. في غمرة الفجر الباكر، حين تتنفس الأرض عبق الحياة الجديدة، يتجلى صوت الشهيد كنداء سماوي يشق عنان السماء. إنه صوت يحمل في طياته قوة الإيمان وعزم الثورة، يتردد صداه بين الجبال والوديان كأنشودة حزينة تحكي قصة شعب أبى الانكسار. يرسم الشاعر عبد الرحيم جاموس لوحة شعرية مفعمة بالحياة، حيث يستحضر روح الشهيد وكأنه حي يرزق. فدمه الطاهر لم يذهب هدراً، بل تحول إلى بذور ثورة تنبت في قلوب الشباب وتزهر في بساتين النضال. إنه رمز للتضحية والفداء، يقف شامخاً كالطود، صدره درع منيع يحمي حلم العودة ويغرسه في نفوس الأجيال القادمة. تتجلى براعة الشاعر في تصويره للشهيد وكأنه يتجول في أزقة المدن القديمة والقرى الحصينة، يبث الأمل ويعلم الناس دروس الصمود والمقاومة. إنه مشعل ينير الظلمات ويبدد غياهب اليأس، يدق على الأبواب ويقرع جدران الصمت، داعياً الجميع إلى الصحوة والنهوض. وفي ختام القصيدة، يؤكد الشاعر على خلود الشهيد في وجدان شعبه. فهو حي بتضحيته، حي بمبادئه، حي بإرثه الذي يلهم الأجيال. إنه نداء متجدد للصلاة والجهاد والكفاح، صرخة مدوية في وجه الظلم والاحتلال.
هكذا يرسم جاموس صورة مؤثرة للشهيد، تمزج بين الواقع والخيال، بين الألم والأمل، لتخلق نصاً أدبياً يفيض بالمشاعر الجياشة ويحمل في طياته رسالة سامية عن قيمة التضحية في سبيل الوطن والحرية. المصدر :جنوبيات |