يعد سد الفرات من أهم السدود في سوريا والوطن العربي، ويستفاد منه في مشاريع زراعية وفي توليد الكهرباء، وقد حذرت عدة جهات من انهياره جراء تعرضه للقصف.
الموقع
يقع سد الفرات -ويسمى أيضا سد الطبقة- على نهر الفرات في مدينة الطبقة الواقعة 50 كلم غرب مدينة الرقة.
وتاريخيا، طرحت فكرة بناء السد عام 1955، وتوقف أثناء الوحدة السورية المصرية عام 1958، وتجددت عملية البناء عام 1962. وبعد استلام حزب البعث السلطة في سوريا، تم الاتفاق مع الاتحاد السوفياتي سابقا على تمويل المشروع وتنفيذه. وبدأ الخبراء والفنيون السوفيات بناء السد عام 1968 وانتهى العمل به في مارس/آذار 1978.
يبلغ طول سد الفرات 4.5 كلم، وعرضه من الأعلى 20 مترا وعند القاعدة 60 مترا. وبني جسم السد من الإسمنت والحديد الصلب، وصمم لمقاومة هزة أرضية تصل قوتها إلى سبع درجات.
الأهمية الاقتصادية
يُعد سد الفرات من أهم السدود في سوريا والوطن العربي، حيث يحتوي على محركات لتوليد الطاقة، إضافة إلى أنه يعتبر جسرا بريا يصل بين ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية في المنطقة. ويحتجز خلفه أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من المياه.
وتوجد عند المدخل الشمالي للسد قناة البليخ لموازنة تصريف المياه وتخفيف الضغط على السد، وتستخدم لأغراض الري أيضا.
كما أن للسد ثماني بوابات تصريف مياه مزودة بعنفات توليد الطاقة الكهربائية. وتلحق بالسد محطة التحويل التي تتفرع منها خطوط التوتر العالي نحو مناطق عدة في سوريا.
ويولد سد الفرات 880 ميغاواط بالساعة إذا عملت مجموعاته الثماني التي تبلغ طاقة كل واحدة منها نحو110 ميغاواط. وتعتبر محطة سد الفرات أول محطة كهرمائية في سوريا.
و"يحتجز"السد خلفه بحيرة تبلغ طاقتها التخزينية 14 مليار متر مكعب من المياه، ويبلغ طولها 80 كلم، ويصل عرضها إلى 5 كلم. وكانت البحيرة إحدى أهم موارد الثروة السمكية في سوريا.
وبالإضافة إلى أهميته في الري وتوليد الكهرباء، يحتوي سد الفرات على مواقع أثرية قريبة منه ومن بحيرة الطبقة، من أبرزها قلعة جعبر الأثرية وبرج عليا، ومئذنة أبو هريرة، وقبر السلطان العثماني الغريق سليمان شاه قبل نقله إلى موضع قريب من الحدود السورية التركية.
خطر الانهيار
بعد اندلاع الثورة السورية، تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على سد الفرات في فبراير/شباط 2013 وانتزاعه مع مدينة الطبقة من قوات النظام السوري التي قصفت السد وألحقت به بعض الأضرار.
غير أن تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من السيطرة على السد نهاية 2013 بعد هيمنته على كامل محافظة الرقة إثر معارك مع المعارضة المسلحة.
وشهد محيط السد من الجهة الشمالية اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة, في مسعى من القوات الكردية والأميركية لبسط السيطرة على السد ثم مدينة الطبقة، من أجل نقل المعارك لاحقا إلى الجزء الغربي من مدينة الرقة التي تعد أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
وبحسب وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، فإن سد الفرات مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب الضربات الأميركية، والارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة خلف السد في أكبر البحيرات الصناعية المعروفة باسم "بحيرة الأسد".
وأضافت الوكالة أن بوابات تصريف السد أغلقت بعد انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي، مما أدى إلى توقف جميع تجهيزات وأقسام السد عن العمل بشكل كامل, مشيرة إلى صعوبة وصول فرق الصيانة إلى جسد السد ومبانيه بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي واحتدام المعارك في مدخل السد.
وانهيار سد الفرات يعني -كنتيجة مباشرة- غمر ثلث مساحة سوريا, فضلا عن تأثر مناطق واسعة في العراق تصل إلى مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار..