مطرٌ…
ينهمرُ كدمعِ السماءِ الجريحةِ،
لا يشبهُ كلَّ المطرْ…
***
مطرٌ…
يغسلُ وجهَ المدينةِ من غبارِ الخديعةِ،
يكنسُ الأزقّةَ من رائحةِ الزيف،
ويفتحُ النوافذَ للضوءِ المسجونِ في الصدورْ…
***
مطرٌ…
ينهالُ على الأرواحِ اليابسةِ،
فينبتُ بينَ ضلوعِها وردةَ الصفاءِ،
يمسحُ عن الجدرانِ ندوبَ الزمنِ القاسي،
ويهطلُ في قلوبِنا كفجرٍ جديدْ…
***
مطرٌ…
يطفئُ نيرانَ الضغائنِ المتأججةِ،
يُسكبُ كضياءِ القمرِ في كفِّ المساء،
فيرتفعُ الحبُّ كقوسِ قزحٍ،
يتلو وصايا الربيعِ على الأرضِ العطشى…
***
مطرٌ…
لا يرحلُ مع المواسمِ،
لا تسرقهُ ريحُ النسيانِ،
ننتظرهُ في كلِّ فجرٍ،
نرتشفهُ بعيونٍ حالمةٍ،
ونمدُّ أيدينا إليهِ كما لو كانَ الحياةْ…
***
مطرٌ…
يهطلُ ليسقي الضميرَ المتيبّسَ،
يطهرُ الشوارعَ من خُطى الغادرين،
يفتحُ نافذةً في سماءِ الوطنِ
لشمسِ السلامِ،
لبذورِ الأملِ،
لأغنيةِ الغدِ القادمِ مع الفجرْ…
***
مطرٌ… مطرْ…
ليسَ كمِثلهِ مطرْ!
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 4/3/2025 م
http://Pcommety@hotmail.com