تنطلق غداً (الأربعاء) أعمال القمة العربية الـ28 التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية في البحر الميت.
القمة التي وُصِفَتْ بالاسثنائية، سيشارك فيها غالبية الملوك والرؤساء العرب، حيث وصل أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عمان، في زيارة رسمية للمملكة، يجري خلالها مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ويترأس وفد بلاده إلى القمة.
وكان في استقبال الملك سلمان في "مطار ماركا العسكري" في عمان الملك عبدالله الثاني، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين الأردنيين، في حين أطلقت المدفعية 21 طلقة تحيّة للضيف.
وكانت مراسم الاستقبال بدأت فور دخول الطائرة التي تقل خادم الحرمين الشريفين إلى الأجواء الأردنية، حيث رافقها سرب من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني.
وعقد الزعيمان لقاء قمة ركز على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين والقضايا الإقليمية الراهنة، حيث "تجسد العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع المملكتين وقيادتيهما".
ويرافق الملك سلمان في زيارته للمملكة، وفد رفيع المستوى إضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال.
ويتقدّم المشاركين أيضاً: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
فيما سيتم تمثيل 3 دول بنوّاب الرئيس، وهي: الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عُمان والجزائر.
هذا مع استمرار بقاء مقعد سوريا شاغراً، استمراراً لقرار جامعة الدول العربية الذي اتخذ في العام 2011، بتعليق عضوية سوريا، إثر اندلاع الأحداث حينها، ومع رفض مشاركة الرئيس بشار الأسد أو مَنْ يمثّله، حيث لم ينجح مَنْ سعى إلى تسويق فكرة ذلك، مستنداً إلى مشاركة ممثّل لسوريا في "الأمم المتحدة".
وتكمن أهمية القمة نظراً إلى دقّة المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم، والملفات الساخنة، وفي طليعتها:
- إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، بعد انتهاء مفعول اتفاق "سايكس - بيكو" قبل 100 عام.
- وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أصبح واضحاً أنّه بصدد إطلاق مبادرات لمنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي، تنطلق من البداية، وليس استمراراً لما قامت به الإدارة الأميركية السابقة.
- الإرهاب المتنامي في المنطقة، الذي بات يشكّل خطورة كبيرة.
- استمرار الأزمات في العديد من البلدان العربية في اقتتال داخلي، وتأثير ذلك على الدول المجاورة، بما يتطلّب حلاً لأزمة النازحين.
- الوضع الاقتصادي المتأزّم وبالغ الصعوبة.
وستُعقد القمة في "مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات" على البحر الميت، على مقربة مغطس السيّد المسيح (ع) ونهر الأردن، وجبل تيبو المُطل على فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، سوريا وسيناء في مصر، وهي المناطق المشتعلة، وستتم مناقشة ملفاتها بشكل مستفيض.
وعلمت "اللـواء" من مصادر مطلعة، بأنّ أبرز القرارات التي يتوقّع صدورها عن القمة من بين البنود الـ17 المدرجة على جدول الأعمال، ستركّز على:
- إدانة الإرهاب بكل تسمياته ومسمّياته، والعمل على مكافحته.
- رفض التدخّل الخارجي بشؤون الدول العربية، خاصة التدخّل الإيراني في لبنان، سوريا، العراق، البحرين، اليمن، واستمرار احتلال 3 جزر إماراتية.
- العمل على إقامة منطقة التجارة الحرّة العربية الكبرى.
- وفي الشأن اللبناني، الدعوة إلى إلتزام لبنان بالقرارات الدولية، كما جاء في القمم العربية السابقة.
- معالجة قضية النازحين، وضرورة تأمين الدعم اللازم لهم، والعمل على عودتهم إلى بلدانهم.
- والأبرز هو الصراع العربي - الإسرائيلي، والتأكيد على حل عادل للقضية الفلسطينية، تمسّكاً بحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية التي أعلن عنها في قمّة بيروت (28 آذار 2002).
- رفض الحلول البديلة، سواء دولة فلسطينية غير قابلة للحياة، ولا تتضمّن حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، أو دولة فلسطينية في قطاع غزّة أو من دونها.
وتشخص الأنظار إلى المقرّرات الرسمية للقمة لتحاكي الأزمات بحيث إنّ انعقادها يسبق:
- لقاءات الرئيس ترامب مع الرئيس السيسي، ثم الملك عبدالله الثاني، فالرئيس عباس، والاستماع إلى الأفكار التي سيطرحها، بعدما أوفد مبعوثه لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات إلى المنطقة والتقى مسؤولين فلسطينيين وأردنيين وإسرائيليين.
وأهمية المحافظة على السقف الفلسطيني والعربي بما يحصّن القضية الفلسطينية، من الاستهداف الإسرائيلي، خاصة مع وجود حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين نتنياهو، والخشية من تصدير الأزمة التي يعيشها الكيان الإسرائيلي، عدواناً ضد قطاع غزّة وجنوب لبنان والجولان السوري.
ويُبدي مراقبون الخشية من خطورة الأوضاع، بعد الخلافات بين نتنياهو ووزير المالية في حكومته موشيه عملون، بشأن البث العام، ما يُنذِر بفقدان "الحكومة الهشة" الثقة، والتوجه للدعوة لإجراء انتخابات مُبكِرة، علماً بأنّ ذلك يلقى معارضة، لأنّ نتنياهو دفع إلى إجراء انتخابات عامة مُبكِرة (17 آذار 2015)، وبالتالي فإنّ الأحزاب الإسرائيلية تعترض على إجراء انتخابات كل عامين.
هذا فضلاً عن ملاحقة نتنياهو بقضايا الفساد، ما يجعل إمكانية مغامرته بحرب أمراً وارداً، يحقّق فيه انتصاراً، وإذا ما خسر فإنّه لن يخسر شيئاً إضافياً.
وتربط مصادر متابعة ذلك، بما يجري في قطاع غزّة، خاصة اغتيال القيادي في "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الأسير المحرّر مازن فقهاء في غزّة، بطريقة غير مباشرة، بل عبر عملاء، وذلك بهدف جر حركة "حماس" إلى إطلاق صواريخ وفتح اشتباك مع قوّات الاحتلال الإسرائيلي التي قد تتّخذ ذلك ذريعة، وأيضاً إطلاق الصواريخ من مجموعات إسلامية تُصنّف في خانة المتشدّدة، سواء من داخل القطاع أو من سيناء، لشن عدوانها، الذي قد لا يسلم منه لبنان!