![]() |
الثلاثاء 4 آذار 2025 17:02 م |
كشفت عن مكان السنوار... من هي أخطر جاسوسة عربيّة عرفها التاريخ! |
* أمل سيف الدين "أمينة المفتي"، ربما هذه الجاسوسة هي من كشفت مكان السنوار، ومن يدري كم شخصاً سقط بسببها أيضاً؟ فمن هي؟ أردنية مسلمة تخلت عن وطنها ودينها فاخترقت صفوف المقاومة وسقط بسببها كبار القادة، حتى لقبت بلؤلؤة المخابرات الاسرائيلية. فمن تكون أمينة المفتي؟ كانت أمينة جميلة جدا وتمتلك وجهاً ملائكياً لكن خلف ذلك الوجه كانت تخفي أبشع خيانة عرفها العرب، البعض يقول عنها إنها كانت ذكية الى حد الجنون لكنها في الوقت نفسه كانت مستعدة لبيع جسدها لأغراض مختلفة، فكرهها لمجتمعها جعلها تنظر الى كل شيء حولها كقيود يجب كسرها. وهذا المزيج من الذكاء والانحراف والخيانة جعلها أخطر جاسوس عربي في التاريخ، لذلك استغلتها اسرائيل وصنعتها من الصفر.
فأمينة لم تكن عميلة عادية بل كانت مشروعاً استخباراتياً كاملاً، كل خطوة في حياتها كانت محسوبة، كل صدفة كانت مدروسة حتى زواجها من الطيار الاسرائيلي لم يكن مجرد علاقة رومانسية، بل كان بابا مفتوحاً نحو عالم الجاسوسية والخداع والخيانة. منذ صغرها كانت تشعر أنها مختلفة عن محيطها، لم تكن ترى نفسها جزءا من مجتمعها بل كانت تبحث عن شيء أكبر وعن حياة مختلفة وعن سلطة مطلقة وعن حرية بلا قيود. هذه الرغبة دفعت عائلتها الى ارسالها الى النمسا لدراسة الطب لكن بدلا من أن تكون هذه الرحلة مجرد مرحلة دراسية تحولت الى نقطة لا عودة في حياتها.
في فيينا وجدت الفرصة للتحرر من تقاليد عائلتها تجاهلت كل شيء يربطها بماضيها، حتى الدين لم يعد له أي قيمة عندها، فبدأت بالاختلاط بأوساط مشبوهة، وانتمت الى مجموعات تنادي بالتحرر الجنسي والنسوة المتطرفات وبأشخاص يعيشون بلا أي قيود اخلاقية. وكان المال الذي يرسله والدها كافياً لها لكنها لم تكن تريد مجرد المال بل كانت تريد التمرد وأن تكسر كل الحواجز خلال حياتها في النمسا حيث التقت بفتاة يهودية تدعى سارة بيراد التي كانت منغمسة في الحركات الليبرالية المتطرفة والتي تنادي بالتحرر من العادات والتقاليد وتدعو الى الحرية المطلقة في كل شيء بل كانت تجاهر بكراهيتها للأديان.
تعرفت أمينة الى شخصين كانا مفتاحها للوصول الى معلومات حساسة مقابل منحهما جسدها، كان أحدهما موظفا في قطاع الاتصالات وهو من سلمها معلومات لا تقدر بثمن ومنها عناوين القادة الفلسطينيون وأرقام هواتف سرية لمنظمات فلسطينية وأرقام مشفرة تخص الزعماء العسكريين للفصائل. ولم تكتف باعطائه جسدها بل أغرقته بالمال حتى أضبح أداة بيدها لكنها لم تكن غبية حيث كانت تعتبر أن الاعتماد على رجل واحد خطأ، لذا بدأت تسجل كل لقاءاتهما وتجمع الأدلة تسجل صوته وهو يسلمها الأسرار العسكرية وتلتقط لها الصور في أوضاع خاصة. ثم فجأة صارحته بالحقيقة: "أنا عميلة للموساد وأنت الآن تعمل معي"، وبعدما هددته بالصور الفاضحة التي تجمعهما والتسجيلات الصوتية له وهو يعطيها المعلومات، أصبح مجبراً على خدمتها وساعدها مع آخرين الى التسلل الى داخل فلسطين بين الفصائل الفلسطينية. كانت أمينة خنجراً مغروسا في قلب المقاومة وأداة استخدمتها اسرائيل لضرب مناضلين لم يكن من الممكن الوصول اليهم لولا تسريباتها، لكن لكل خائن يوم يسقط فيه. وأمينة المفتي لم تكن استثناء فقد ارتكبت خطأ يبدو بسيطاً لكنه كان الخطأ الذي كشفها تماماً، فأثناء حديثها مع أحد قادة المقاومة الفلسطينية طرحت سؤالاً عابراً عن ابنائه ليرتبك القائد فوراً، فلم يكن أحد يعلم أنه متزوج ولديه أطفال، وبدأت الشكوك تحوم حولها فأرسلوا طلباً الى الأردن للتحقق من هويتها، جاء الرد بأنها فعلاً طبيبة أردنية درست في النمسا وغادرت بلادها بعد خلافات عائلية. لم يكن هذا كافياً لادانتها لكن الشكوك ظلت قائمة حتى ورد بلاغ من أحد المصادر الفلسطينية في النمسا، يؤكد وجود طبيبة أردنية درست هناك وكانت صديقتها المقربة يهودية توفيت بجرعة زائدة ولديها أخ طيار اسرائيلي تزوج من طبيبة أردنية هربت معه الى اسرائيل. عند هذه النقطة بدأت الصورة تتضح وكل الخيوط كانت تشير الى الجاسوسة أمينة المفتي. عندما أيقن الموساد أن أمرها انكشف أمرها بالتخلص من هاتفها والفرار فورا، لكنها لم تحصل على الفرصة فقد تحركت المخابرات الفلسطينية بسرعة واعتقلتها قبل أن تهرب، وعندما فتشوا شقتها لم يجدوا أي دليل يدينها فقد أخفت كل شيء باتقان، لكن اللعبة انتهت وسقطت أخطر جاسوسة عربية بقبضة المقاومة. وبقيت أمينة معتقلة في السجون الفلسطينية بينما كانت التحريات عنها والتأكد من حقيقتها متواصلة، ولم يقتصر الأمر على التحقيقات المباشرة بل تمكنت الاستخبارات الفلسطينية من الوصول الى شقتها في فيينا حيث عثر على مذكراتها التي كشفت الكثير عن حياتها ولا سيما زواجها من يهودي وسفرها معه الى اسرائيل وارتباطها بالموساد. وأثناء وجودها في الاعتقال اعترفت بكل شيء ولكن نهايتها لم تكن بالاعدام كما توقع البعض بل تم اسليمها ضمن صفقة تبادل أسرى ليغلق بذلك أحد أخطر ملفات الجاسوسية في تاريخ المنطقة. المصدر :الديار |