![]() |
الخميس 6 آذار 2025 07:27 ص |
"نبض الحياة" دوجين أصاب وجافى الحقيقة في آن |
* جنوبيات
ألكسندر دوجين الروسي، فيلسوف ومفكر ومنظر مرحلة الرئيس فلاديمير بوتين، أجرى العديد من المقابلات مع عدد من الفضائيات العربية، كان آخرها مع قناة الغد الفضائية يوم الاحد 2 اذار / مارس الحالي، استوقفتني بعض النقاط في مقابلته، التي أصاب في العديد من الإجابة على بعض الأسئلة، وخاصة في السؤال الأول حول تشخيص الإبادة الجماعية على قطاع غزة خصوصا وفلسطين عموما بعد 7 تشرين اول / أكتوبر 2023، والذريعة التي قدمتها حركة حماس ل”إسرائيل” والولايات المتحدة وحلفائهم من دول الغرب الرأسمالي. رد قائلا، إن ما يريده الرئيس الـ47، هو ما سيحدث، والسبب هو انعدام القوى الأخرى المؤثرة في تمثل دورها، وخاصة العالم العربي، الذي لن يحارب "إسرائيل"، وروسيا ستساند الفلسطينيين معنويا، لكنها لن تتدخل عسكريا، ولهذا فمصير فلسطين وغزة بيد الولايات المتحدة الأميركية.
وهنا تجاهل المفكر الروسي تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الطويل، وفاته ان موازين القوى تاريخيا كانت تميل لصالح "إسرائيل" وحلفائها في الغرب الرأسمالي بقيادة واشنطن دوما، ومع ذلك واصل الشعب العربي الفلسطيني بدعم اشقائه العرب والقوى العالمية المؤيدة للسلام، والداعمة للحقوق السياسية والقانونية الفلسطينية على مدار قرن ويزيد قليلا الدفاع عن حقوقه وثوابته الوطنية، وفشلت مشاريع التوطين وتصفية القضية الفلسطينية، التي بدأت بعد نكبة ال1948 مباشرة من قبل اميركا الشمالية، ولم تنتهِ حتى اللحظة المعاشة، رغم طرح عشرات المؤامرات لتبديد القضية والمشروع الوطني.
أولا:
ثانيا:
ثالثا:
رابعا:
خامسا: وان كانت الضرورة تملي على الاشقاء العرب استخدام أوراق القوة المتوفرة بأيديهم لإلزام "إسرائيل" والإدارة الأميركية الحالية باستحقاق وقف الحرب كليا وبشكل دائم، وتأمين ادخال المساعدات الإنسانية بكافة عناوينها الغذائية والدوائية والايوائية، والشروع بإعادة الاعمار، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، ووقف العدوان في الضفة الفلسطينية، والذهاب للمؤتمر الدولي للسلام، وحماية دور ومكانة وكالة "الاونروا" في مواصلة عملها، ورفض القوانين الإسرائيلية الأميركية الهادفة لشطبها. وباختصار تاريخ الصراع الطويل والمرير والعاصف، لم يثن الشعب عن مواصلة التخندق في التراب الوطني، والدفاع عن أهدافه الوطنية، ورفض ويرفض مؤامرة التهجير القسري والتطهير العرقي مهما كانت التضحيات، واي كانت طبيعة موازين القوى المختلة لصالح "إسرائيل" وسادتها في الغرب بقيادة واشنطن، وبالتالي قرار اميركا وادارتها ليس قدرا، ولن يفت بعضد الشعب الفلسطيني، وكما واجه الشعب التحديات الأميركية الإسرائيلية، سيواجه التحدي الجديد. وأما أن أميركا هي صاحبة القول الفصل، وهي الممسكة بقرون الملف الفلسطيني، فهذا لا يعني شيئا جديدا في معادلة الصراع، لأن الولايات المتحدة واداراتها المتعاقبة كانت دوما القوة الدولية الممسكة بالملف الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي جرعة ترمب الزائدة في عدوانيتها وصلفها لن يضيف عاملا إضافيا أو جديدا للوحة الصراع. وبالتالي أجزم أن المفكر الروسي دوجين لم يصب كبد الحقيقة، ولم يقرأ لوحة الصراع جيدا، مما أوقعه في قراءته غير الدقيقة والمجافية للحقيقة.
المصدر :جنوبيات |