الخميس 6 آذار 2025 12:00 م

خطوة نحو دعم "مزارعي التبغ".. بيوت جاهزة لإيواء المزارعين...


* جنوبيات

في خطوة على طريق الألف ميل لبدء مسيرة عودة النازحين الى قراهم في المنطقة الحدودية جنوب لبنان، التي تعرضت لدمار شامل وأزيلت فيها كل معالم الحياة الطبيعية ومقوماتها، نتيجة العدوان والحرب الاسرائيلية الأخيرة، خصوصا في الشريط الحدودي الذي توغلت فيه قوات الاحتلال ومارست فيه كل أعمال التفخيخ والتفجير والتجريف، قدمت جمعية “وتعاونوا” دفعة أولى من 15 بيتاً جاهزاً، على أن تستكمل لغاية 50 بيتاً، إلى المزارعين في بلدة راميا الحدودية في قضاء صور، وضعت في باحة المدرسة الرسمية التي تعرضت لقصف بالمدفعية وأعمال تخريب وتشويه متعمدين، من أجل أن تكون مأوى للمزارعين من أبنائها وتمكينهم من مزاولة أعمالهم وزراعة أراضيهم، وعدم ضياع موسم زراعة التبغ الذي بدأ بزراعة بذور الشتول، بما يعزز صمودهم مجدداً. وهذه الزراعة تشتهر بها البلدة إلى جانب بعض الزراعات الأخرى وتعتمد عليها منذ القدم كما العديد من قرى المنطقة الحدودية وبلداتها.

دعم العودة والاستقرار في شتى المجالات
وفي هذا السياق، أصدرت جمعية “وتعاونوا” بياناً أعلنت فيه عن “اختتام المرحلة الأولى من فعاليات مشروع “الوجه الحسن”، مبادرة “الجهاد الزراعي” في راميا، مع وصول الدفعة الأولى من البيوت الجاهزة وتركيبها في باحة الثانوية”.

وأكدت “أن هدف المبادرة سيستكمل بتأمين مستلزمات وأدوات وأدوية زراعية، لمساعدة المزارعين الذين سيستخدمون هذه البيوت للمبيت قرب حقولهم وأراضيهم، بغية استئناف نشاطهم الزراعي في أسرع وقت”.

وإضافة الى البيوت الـ15 التي جرى تركيبها في راميا، سلمت الجمعية بيتاً جاهزاً الى كل من بلدات: كفركلا، عديسة، بليدا، مركبا، يارون، مارون الراس، محيبيب، ميس الجبل، حولا وشيحين، من أجل استخدامها مراكز تواصل ومعلومات وخدمات بين البلديات والجهات المانحة والوفود التي تستطلع البلدات لتقديم المساعدة في إعادة الاعمار.


وقال رئيس الجمعية عفيف شومان “إن مروحة المساعدات والمشاريع التي نقدمها ستتوسع تباعاً، ولن نكتفي بتقديم المساعدات الغذائية والحصص التموينية، والعلاج والأدوية، والمشاريع التنموية، بل ستمتد لتشمل كل ما يساعد على تسريع عودة الاهالي وثباتهم في أرضهم وتأمين سائر مستلزمات استقرارهم”.
و”الوجه الحسن” هو مشروع تنموي في إطار الخدمة المجتمعية والاستجابة الطارئة لحاجات القرى والبلدات التي دمرها العدوان الاسرائيلي، وخصوصاً الحاجات التي لا تشملها عمليات الترميم والإعمار التي تتكفلها جهات رسمية وحزبية.
وأوضح “أن المشروع الذي تنفذه مجموعات من الشباب المتطوعين من جمعية “وتعاونوا”، يتميز بمراعاته خصوصيات القرى الاقتصادية والاجتماعية والزراعية، لإحداث فارق نوعي سريع، يعيد دورة الحياة الطبيعية فيها من خلال التحفيز الاقتصادي”.
وأضاف: “نظراً الى الخصوصية الزراعية للنشاط الاقتصادي في بلدة راميا، فقد وجهت الجمعية عنايتها لعملية إعادة تنشيط القطاع الزراعي وإعادة عجلة الزراعة والإنتاج عبر:
1- تأمين 50 بيتاً جاهزاً (Container House) لكل عائلة، على أن تكون المرحلة الأولى تأمين 25 بيتاً جرى تركيب 15 منها في الأسبوع الأول.
2- المساعدة على ترميم المدرسة الرسمية بواقع 20 غرفة بالحد الأدنى مع مرافقها الخدمية الكاملة.
3- تقديم مساعدة مالية الى حوالى 200 مزارع لتمكينهم من استعادة نشاطهم الزراعي”.
وأشار الى ان الجمعية “تسعى بمساهمة ودعم من المتبرعين الكرام الى توسيع دائرة الاستفادة من المشروع ليشمل قرابة 30 بلدة حدودية، بشكل يوفر إطلاق الدورة الاقتصادية وتنشيطها في البلدات الحدودية لدعم صمود أهلها استقرارهم”.
وأوضح المسؤول عن العلاقات العامة والأنشطة في الجمعية جمال شعيب الذي كان يشرف على تجهيز المستلزمات الداخلية للبيوت الجاهزة، وتزويدها الكهرباء عبر ألواح الطاقة الشمسية لـ”النهار” أن “كل المنازل والمباني في راميا دمرت بشكل كامل ولم يسلم منها سوى عدد محدود يحتاج إلى أعمال ترميم وصيانة من جديد، لذلك كان مشروع تأمين بيوت جاهزة لتمكين المزارعين من البقاء والإقامة فيها، حتى يتمكنوا من مزاولة العمل في زراعة موسم التبغ، الذي يبدأ حالياً برش البذور”، مؤكداً “أن عمل الجمعية سيتواصل في قرى الجنوب على ضوء حاجات كل بلدة، علماً أن هذه البيوت ليست بديلاً من إعادة بناء كل المنازل والمباني التي دمرها العدوان الأخير على لبنان وعلى الاخص في الجنوب”.

المصدر :النهار- أحمد منتش