![]() |
الثلاثاء 11 آذار 2025 09:05 ص |
إعادةُ الإعمار بالمليارات.. متى ستبدأ؟ وماذا عن التمويل؟ |
* جنوبيات كشف تقرير "التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان" الصادر عن البنك الدولي أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة تسببت بخسائر مباشرة تجاوزت 6.8 مليارات دولار في الأصول المادية، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية حوالي 7.2 مليارات دولار، ليصل إجمالي الخسائر إلى 14 مليار دولار. كما قُدّرت احتياجات التعافي وإعادة الإعمار بحوالي 11 مليار دولار، منها 8.4 مليارات دولار يجب توفيرها خلال الفترة الممتدة من عام 2025 إلى 2027. تفاصيل التمويل المطلوبأوضح التقرير أن هناك حاجة إلى تمويل يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار أميركي من القطاع العام، تُخصص بشكل رئيسي للبنية التحتية مثل الطاقة، والنقل، والمياه، والخدمات العامة. أما القطاع الخاص، فيُفترض أن يوفر تمويلاً بين 6 إلى 8 مليارات دولار أميركي، يُوجه معظمه لقطاعات الإسكان، التجارة، الصناعة، والسياحة. التحديات الاقتصادية والسياسيةيرى الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أن "الخسائر نوعان؛ مباشرة، مثل الأضرار التي لحقت بالمنازل والبنى التحتية، وطويلة الأمد، مثل فقدان الفرص الاقتصادية وتضرر الأراضي الزراعية". وأكد أن "الحرب دائمًا كارثة، وإعادة الإعمار ليست مسألة فورية، بل تتطلب وقتًا وتطبيق إصلاحات اقتصادية واتفاقًا لوقف إطلاق النار". وأضاف عجاقة أن الدولة اللبنانية تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية لإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن المبالغ المطلوبة تفوق قدراتها، وأن الدول المانحة لن تقدم التمويل إلا بعد تحقيق إصلاحات ملموسة، بما في ذلك الإصلاح القضائي الذي يُعتبر أولوية أساسية. الإصلاحات شرط أساسيوفقًا لعجاقة، لن تبدأ بوادر إعادة الإعمار قبل 8 إلى 9 أشهر، وهو الوقت اللازم لتحقيق خطوات إصلاحية أولية. لكنه حذر من أن التجارب السابقة مع برامج دعم دولية، مثل مؤتمرات باريس 1 و2 و3، تُظهر أن لبنان لم يستغل هذه المساعدات بالشكل الأمثل لبناء اقتصاد مستدام، مما يُضعف الثقة الدولية بالحوكمة الحالية. خسائر لا تُعوّضإلى جانب الخسائر المادية، هناك أضرار معنوية واجتماعية لا يمكن تقديرها بالمال. فآثار الحرب على المجتمع اللبناني، من تدمير للأسر والذكريات، لا يمكن محوها حتى لو توفرت مليارات الدولارات. الخلاصةلبنان يواجه تحديًا كبيرًا في إعادة الإعمار وسط أزمات اقتصادية وسياسية متشابكة. يبقى على الدولة التحرك سريعًا لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتأمين التمويل الدولي، في حين أن التأخير سيزيد من تعقيد الأوضاع ويفاقم المعاناة. المصدر :mtv |