![]() |
الأربعاء 12 آذار 2025 09:48 ص |
التخلّف عن سداد الديون يطال 15 دولة: هل نحن أمام أزمة مالية عالمية؟ |
* جنوبيات منذ عام 2020، شهد العالم ظاهرة مقلقة تمثلت في تزايد حالات التخلّف عن سداد الديون بالعملات الأجنبية، إذ سجلت 15 حالة من هذا النوع، ما يمثل أكثر من ثلث إجمالي حالات التخلّف عن السداد التي حدثت منذ عام 2000، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – تقرير مستجدات الديون. وهذه الظاهرة تُبرز التحديات الكبيرة التي تفرضها الديون على الاقتصاد العالمي عموماً، وعلى اقتصادات البلدان النامية خصوصاً، والتي غالباً ما تواجه صعوبات في إدارة أزماتها المالية.
ما أبرز الأسباب؟ لكن، مع نهاية العقد الثاني من القرن الحالي، ظهرت ظاهرة جديدة تمثلت في عجز بعض الدول عن سداد ديونها. يشرح الخبير الاقتصادي الدكتور خلدون عبد الصمد هذا التحول في حديث الى “النهار”، قائلاً: “شهدنا تغييرات كبيرة في نوعية الأزمات التي واجهتها الدول، حيث أصبح انخفاض الإيرادات الاقتصادية أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة. على سبيل المثال، في لبنان، انسحب بعض الدول من تقديم الدعم، وتفاقمت الأزمات الاقتصادية، وتوقف بعض القطاعات عن العمل، إلى جانب إغلاق المصارف، ثم جاءت جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، مما دفع الحكومة اللبنانية إلى إعلان عدم قدرتها على سداد الديون”.
تأثير الأزمات العالمية على الديون
التغييرات في الاقتصاد العالمي في هذا السياق، يضيف عبد الصمد: “التوترات بين القوى الاقتصادية، سواء كانت دولاً أو تكتلات اقتصادية أو شركات كبرى، تساهم في زيادة الضغوط على الدول، مما يجعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية الداخلية والخارجية، وهذا يؤدي إلى مزيد من الأزمات”.
حلول محتملة عموماً، فإن التخلّف عن سداد الديون يترك أثراً كبيراً على الاقتصاد العالمي، ويدفع المؤسسات المالية الكبرى مثل البنك الدولي إلى إعادة تقييم سياساتها حيال منح القروض. ويقود هذا بدوره الدول التي تعاني من الأزمات المالية إلى الاعتماد بشكل أكبر على الدول الصديقة أو المتحالفة معها للحصول على تسهيلات ائتمانية بفترات سداد أطول وشروط أقل صرامة، مع تقديم جزء من المساعدات على شكل منح. في الختام، إن ظاهرة التخلّف عن سداد الديون تعتبر بمثابة جرس إنذار للاقتصاد العالمي، الذي يواجه تحديات معقدة ترتبط بالديون والسياسات المالية العالمية. يتعين على الدول والمؤسسات المالية الكبرى العمل بشكل مشترك لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة، مع التركيز على إعادة الهيكلة الشاملة للديون وتقديم المساعدات بطرق مرنة وآمنة لتفادي تفاقم هذه الأزمة التي قد تضر بشكل كبير بالاقتصادات العالمية، خصوصاً في البلدان النامية. المصدر :جنوبيات |