لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى أنه "منذ 9 شهور توليت مهام رئاسة الجامعة، وخاطبت القمة لأضع أمامها ملامح رؤيتي للوضع العربي وشرعت للعمل بنشاط على الفور وقمت بزيارات الى الدول ولقاء قادتها، وتوصلت الى خلاصات سبعة"، مشيرا الى أنه استشعر ارتياحا كيبرا "من حديثي مع القادة، وكان الخط العام دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها بتوحيد العرب وتجسيد أمالهم، وبالقدر ذاته واستشعر مرارة ازاء الوضع العربي والضعف والانقسام وشكلت المقابلات علامات اضاءة واضحة وعهد القادة على أن انشط دور الجامعة بمختلف المجالات وأن اسعى الى لم شمل العرب واستعادة اللحمة".
وأوضح أبو الغيط في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الأردن، أنه "رغم كل مظاهر الوهن التي تعتري نظامنا العربي وما تعانيه أمتنا من مشاكل، لدي أسباب للحفاظ على الأمل وسط الظلمة والجامعة يمكن أن تكون قائد عمل مشترك مثمر وأن تنجز بملفات اقتصادية واجتماعية وعلمية اذا توفر لها الدعم"، مشيرا الى أنه "تحوم حول منطقتنا طيور جارحة تريد أن تفتك بالجسد العربي وتضع العرب في تناقض. ومن يوظف الطائفية والمذهبية لتحقيق أغراض سياسية، وهذا أمر نرفضه ونتصدى له، وتترد أحاديث عن السعي لترتيب منطقتنا بما يخلق أوضاع جديد في الشرق، وبمواجهة ذلك دافعت عن الدولة الوطنية العربية التي خرجت الى النور في القرن العشرين ويجب الحفاظ عليها باعتبارها نواة النظام العربي، والتأكيد على أن الوضع الحالي ليس مؤهلا للدخول في اي ترتيبات طويلة الامد في ضوء اختلال توازن القوى".
وأضاف: "في الشأن السياسي، وجدت أن الملفات الاهم ليست بحوزتنا ربما بسبب تداعيات السنوات السابقة، ونتابع الازمة السورية دون وسيلة حقيقية للتواصل، وهذا أمرا معيبا، ورغم تعقيد الموقف الليبي سعيت الى وضع الجامعة بموقف متقدم يسمح لها بالاستماع الى النداءات"، مشددا على أن "القضية المركزية فلسطين حظيت بالاهتمام وتناولتها في لقاءات ولكن الوضع ليس على ما يرام وهو متحرك وايجابي، ولكن اسرائيل تصمم على احتلال اراضي فلسطين دون رادع وتمعن في الاستيطان والتهويج، وللاسف الانقسام الفلسطيني له تبعاته. وعلى الجانب الايجابي هناك قرار مجلس الامن بادانة الاستيطان وحل الدوليتن ومؤتمر اسللام الذي عقد في باريس، وأخيرا هناك اداراة الاميركية الجديدة واليد العربية ممدودة للسلام وبانتظار شريك حقيقي".
وأكد أن "الاوضاع الميدانية الصعبة في سوريا والعراق واليمن والصومال تركت أوضاعا متدهورة فواحد من كل لاجئين اثنين، هو لاجئ عربي وعلينا أن نتصدى لهذه الاوضاع لأنها تمس بكرامة الانسان العربي وهنا أشد على يد هؤلاء القادة الذين تجاوبوا مع نداء الاسنانية، ونشكر لبنان ودول الجوار التي تمد يد العون الى اللاجئين وأدعو القادة العرب الى الاستمرار بالدعم وتكثيف العون لمواجهة الأوضاعا لانسانية التي يعاني منها مدنيون عزل"، وتابع: "سابعا، بالتوازي مع ذلك تحتدم في دولنا الحرب ضد الارهاب وتقاومه المجتمعات بكل ما تملك من عزيمة ويسقط عشرات ومئات الشهداء، ويعيث الارهاب فسادا، ولم يتنواني أحد في التصدي له، ففي استمراره نهايتا لبلدانا، والقضاء عليه بداية لمجتعاتنا".
ولفت الى أن "هذه كانت هي معالم الصورة التي تابعتها وتفاعلت معها ولا ينبغي أن ننسى أنه وسط الهموم أن غاية العمل العربي هو امن ورخاء وسعادة وضمان مستقبل المواطن العربي الذي ينتابه قلق كبير تجاه حال الامة، والحق أن القلق مشروع والخوف مفهوم، والقلق علامة صحة ودليل حيوية في الجسد العربي وأن العروبة موجودة والهموم الداخلية لا تنفي الاشتراك في الهم العام"، مشددا على أن "العمل المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات، ويجب توفري الرؤية المشتركة ووجود مساحة ثقة وتواصل تسمح معالجة التباين في الرأي والتحرك بشكل جماعي لمواجهة الازمات"، مضيفا: "أزمتنا شديدة ولكن ارادتنا الجامعة أشد".