![]() |
الأربعاء 19 آذار 2025 13:13 م |
أول عيادة لمعالجة إدمان الأطفال على الشاشات |
منذ جائحة كورونا، زاد وقت جلوسنا أمام الشاشات، على اختلاف أعمارنا. ورغم أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات بات واضحاً على الجميع، فإن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تأثراً بهذه المسألة، لذا يدعو الخبراء إلى التحرك لمواجهة هذا الخطر. تعددت الدراسات المحذرة من تأثير الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، وثمة حكومات بدأت تسنّ قوانين وتتخذ إجراءات صارمة في هذا الشأن. في العاصمة الإماراتية أبوظبي، افتتح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC) العيادات الأولى من نوعها لمعالجة إدمان الأطفال على الشاشات، من خلال برنامج يعمل على ما يسمى “ديجيتال ديتوك” (Digital Detox) للأطفال، أي التخلص من “السميّة الرقمية”. يقول الدكتور رينيش بانور، مدير قسم الأطفال والاستشاري في مستشفى ياس كلينيك بإدارة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، لـ “النهار” إن كورونا سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات استهلاك الأجهزة الإلكترونية والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، “وعلينا التحرك جدياً لمواجهة هذه الآفة، لما لها من انعكاسات خطرة”. كيف ظهر الإدمان الرقمي؟ بدأت علامات الإدمان الرقمي تظهر خلال الجائحة. كان معدل جلوس الطفل أمام الشاشات قبل كورونا ساعتين، وارتفع بعدها إلى 6 أو 7 ساعات، في زيادة مقلقة لا يمكن إهمالها. وبحسب “يونيسف”، يستخدم كل طفل جديد الانترنت للمرة الأولى في العالم كل نصف ثانية، وهذا الواقع يقرّب الأطفال أكثر فأكثر من حالة الإدمان.
– العدوانية -عدم اكتساب من يفرطون في استخدام الأجهزة الإلكترونية مهارات النطق بعد بلوغهم عامين. -يستخدم طفل من كل 3 أطفال اليوم نظارات طبية. في المقابل، يشعر المراهقون المفرطون في استخدام الشاشات بالأرق والصداع والآلام في العنق، والمشكلات في وضعية الجلوس، والجفاف في العينين، والاكتئاب. يؤكد بانور أن الحاجة المجتمعية الملحة الى تدارك هذا الخطر، دفعت إلى إطلاق برنامج مكافحة الإدمان على الشاشات، “مع الإشارة إلى خطورة الوضع الحالي حيث تفتح حسابات خاصة للأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي وهم لا يدركون حجم الضرر الذي يمكن التعرض له من تنمر رقمي وتحرش، حتى إن ذلك يساهم في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بينهم بسبب تعليقات يبديها الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي، والأمور تتجه نحو الأسوأ إن لم نتدخل”. ما تأثير هذا الإدمان على الأداء المدرسي؟ في متابعة لما يحصل في دماغ الطفل بسبب الإدمان على الشاشات، يقول بانور: “في كل مرة يجلس طفل أمام شاشة، يرتفع منسوب الدوبامين، أو هرمون السعادة، في دمه وهذا يرفع بدوره منسوب الحاجة إلى جلوس إضافي أمام الشاشات، للحصول على الشعور بالسعادة أكثر فأكثر، فيدخل الطفل في دوامة يصعب عليه الخروج منها”. وفي المنطقة الرمادية بالدماغ، حيث مركز إدارة المشاعر والقدرة على التركيز والتفكير النقدي والتحليل، تتركز المشكلات المرتبطة بالإدمان على الشاشات لدى الأطفال، وهذا يؤدي إلى شيوع هذا النوع من المشكلات بين الأطفال. لكن كيف يمكن التمييز بين الاستهلاك المفرط والإدمان؟ يجيب بانور بعدد من النقاط، يجب التنبه إليها: “عندما يرفض طفل بعمر السنتين التخلي عن هاتف أو جهاز لوحي وهو لم ينطق كلمةً مفهومة بعد، فهذا يعني أنه في حالة إدمان؛ وعندما يتوقف طفل عن المشاركة في أنشطة كان يحبها أو عن ممارسة هوايات يفضلها، فهذا يعني أنه في حالة إدمان؛ وعندما ينمو فيه السلوك العدواني عند حرمانه الهاتف أو الجهاوز اللوحي، فهذا يعني أنه في حالة إدمان”. كيف يساعد برنامج الديتوكس الرقمي على مواجهة الإدمان؟ يتناول البرنامج كل العلامات والمشكلات الناتجة من الإدمان. وفي خطوة أولى، يتم التحدث مع الأهل لإدراك مستويات استهلاك الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على الحياة وعلى الأنشطة والهوايات، والقدرة على التركيز والتفكير النقدي من خلال مجموعة من الأسئلة. وثمة علامات تظهر في الوضعية وفي الجسم ، خصوصاً العنق والظهر، وثمة أجهزة يعتمد عليها لكشف هذه المشكلات للعمل مع المعالجين الفيزيائيين لمساعدة الأطفال في هذا المجال. ويحاول المعالج الـ”نفس – حركي” نقل تركيز الطفل من الشاشات إلى اللعب وأنشطة أخرى يمكن أن يهتم بها لتحسين الصحة النفسية ولتحسين النظرة إلى الذات والعلاقة بين الأهل والأطفال. كذلك، يعمل الطبيب المتخصص بصحة العيون على متابعة المشكلات التي يمكن أن يعانيها الطفل في العينين، مثل قصر النظر أو جفاف العينين، ليتلقى العلاج الملائم. يمنع على الطفل أن يستخدم الشاشات قبل عمر سنتين. وبعدها، يمكن في وقت معين أن يقدم إليه الجهاز الإلكتروني ما لا يزيد عن نصف ساعة في اليوم. في مرحلة لاحقة، يجب ألا يجلس الطفل أمام الشاشات أكثر من ساعتين في اليوم. لكن هناك مشكلة حقيقية، بحسب بانور، هي أن الأهل قد يعطون الطفل أحياناً الجهاز الإلكتروني ليهدأ من دون أن يدركوا المخاطر من وراء ذلك. أي نصائح يسديها بانور في هذه المسألة؟ بحسبه، الأهل مثال حي للأطفال في كل الأمور، ومنها في استهلاك الأجهزة الإلكترونية، إذ يجب تمضية أوقات يزيد فيها التفاعل بين أفراد العائلة لخلق ذكريات جميلة بدلاً من التركيز على الشاشات. لذلك، يجب وضع حدود لكل أفراد العائلة في معدلات استهلاك الشاشات، ومنعها أثناء اجتماع العائلة على الطعام مثلاً. يضيف: “يجب أن يحفز الأهل الأطفال على التفاعل والتحدث، وأن يبتكروا زوايا معينة في المنزل لا تستخدم فيها الأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى مراقبة أنشطة الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على ممارسة الألعاب التقليدية (مثل board games)، وممارسة الأنشطة الرياضية، واعتماد تطبيقات خاصة لمراقبة نشاط الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، كما ينبغي نشر الوعي في المدارس بشأن مخاطر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي وسبل الحد من الاستهلاك”. المصدر :جنوبيات |