الأربعاء 26 آذار 2025 09:59 ص

من أبو حسين إلى "الحسن".. مسيرة معبّدةٌ بالعطاء والرؤية


* جنوبيات

كثر يعبرون باب السياسة والعمل العام ولكن قلائلٌ هم أولئك الذين يسطرون مسيرة قلّ نظيرها في العطاء والرؤية والعمل المؤسساتي القائم على فكرة الإبداع والخلق والتفاني.

عبد الرحيم مراد الذي احتل مكانة كبيرة في قلوب البقاعيين طوال عقود من الزمن، والذي كرس فكرة حضوره في الحياة العامة ليكون سباقًا في العمل التربوي والثقافي والوقوف إلى جانب البقاعيين في شتى الاستحقاقات دون تمييز حزبي أو طائفي أو مذهبي، وإنما عمل غايته الإنسان والمجتمع بكل صدق وضمير وشفافية. وها هي المسيرة تستكمل اليوم مع وجع بقاعي نهل من مدرسة أبيه، ليكون حسن عبد الرحيم مراد سائرا على النهج عينه، متمسكا بثوابت العروبة وفلسطين، متطلّعا لمجتمع يكون مدماكه العلم والثقافة والمؤسسات، والحضور الدائم إلى جانب الناس بتواضع ومقبولية وإنسانية قلّ نظيرها.

هذه العائلة البقاعية لم تغيرها المناصب والسلطة والنيابة والإدارات والوزارات، وإنما زادتها يقينًا أن الإنسان يترك الأثر ولا شيء سواه في هذه الحياة. ونتيجة لهذه الرؤية نرى اليوم هذا التفوق المنقطع النظير وهذا السيل من المؤسسات بشتى أنواعها ومراميها، حتى أصبحت مؤسسات الغد الأفضل أشبه بجمهورية صغرى من الأبواب المفتوحة للناس والمشرعة لهم قلبها وعقلها وفكرها.

قد توافق آل مراد في السياسة وقد لا توافق، وهذا أمر متروك لك كبقاعي وكلبناني، ولكن الضمير الحي فيك لا يمكن إلا أن يرفع القبعة لهذه العائلة وهذا البيت الاستثنائي في تاريخ العمل العام والسياسة في لبنان.

المصدر :جنوبيات