السبت 1 نيسان 2017 18:14 م

من بيان المطارنة الى الرؤساء الخمسة: لأ مش ماشي الحال


 

في العام 2000 وفي عز الاحتلال السوري، خرج المطارنة الموارنة ببيان شهير يشير بشجاعة ما بعدها شجاعة الى احقية القضية اللبنانية ليقول بصوتٍ عالٍ "لأ مش ماشي الحال".. يومها، رُجِم البيان من الفريق "السوري" في لبنان بأقلام أخذت شكل الصواريخ، ونال البيان ما ناله من إطراء السياديين، كان أبرزهم الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون، وجمهور القوات اللبنانية التي كان رئيسها في المعتقل وغيرهم من السياديين الكثر.

وفي العام 2003 لم يتردد رئيس الحكومة السابق العماد ميشال عون (رئيس الجمهورية الحالي) من الانتقال من منفاه الباريسي الى الكونغرس الاميركي ليدلي بشهادته حول مشروع "قانون محاسبة سوريا"، ما دفع بعض القوى "الممانعة" الى شيطنة عون واتهامه بالتآمر على لبنان وسوريا بما يخدم العدو الصهيوني ويسمح لأميركا بالضغط على لبنان، ومع ذلك، وقفت غالبية القوى السيادية الى جانب عون، بعضها في السر وبعضها الاخر في العلن.

وفي العام 2005 وبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تبيّن ان مفعول بيان المطارنة وشهادة عون وغيرهما من التحركات السيادية (قرنة شهوان وغيرها) كانت أقوى من كل "الممانعات"، ما اجبر سوريا على سحب جيشها من لبنان بعد نزول أكثر من مليون لبناني الى ساحة الحرية، المحمية من قبل الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال سليمان.

نستحضر هذه الوقائع الموثقة لنشير الى التاريخ اللبناني التواق دائماً الى الرأي والرأي الاخر المختلف، الى ضرورة قول الحقيقة مهما كانت صعبة، الى اهمية وجود قوى تغّرِّد خارج السرب المرسوم، الى ضرورة احترام اللبنانيين لبعضهم البعض اياً كانت وجهة نظرهم، فهل يُعقَل مثلاً ان يُصبح لبنان على صورة بعض ابناءه من دون اي معارضة تُذكر؟ طبعاً لا.. قطعاً لا.. وليس العكس أيضاً.

من هنا اتت رسالة الرؤساء ميشال سليمان، أمين الجميل، فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي الى رئاسة القمة العربية بعد كل ما حكي عن غضب عربي من موقف لبنان الرسمي.. رسالة قالت "لأ مش ماشي الحال"، وشرحت بشكل شفاف وواضح لا لبس فيه، عمق المشكلة اللبنانية، أي سيادة لبنان غير المكتملة على كامل أراضيه، وخطورة زجِّه في صراعات المحاور، وضرورة احترام الشرعية والقرارات الدولية سيما القرار 1701، والواضح أيضاً ان من يتمعن في الكثير من الردود، يدرك جيداً ان من كتبها لم يقرأ رسالة الرؤساء، بل سمع صداها وبات كمن يردد: "فليسقط واحد من فوق".

المصدر : جنوبيات