الثلاثاء 8 نيسان 2025 19:25 م

الثقافة الفنية في لبنان: ماضٍ زاخر وحاضر متغير


* جنوبيات

يتأرجح الفن في لبنان بين التأثر بالأنماط الغربية، ما أدى إلى غياب هوية ثقافية فنية واضحة. وفي الألفية الجديدة، يشهد الواقع الفني تراجعًا في الحس الإبداعي، حيث باتت أعمال الفنانين مرآة لواقع يفتقر إلى الموهبة الإبداعية سواء المكتسبة أو الفطرية. مع كل هذه التغيرات، يبرز تساؤل مهم: إلى أين يتجه الفن اللبناني؟

الحقبة التاريخية للفن اللبناني
شهد لبنان فترة زاخرة بالإبداع الفني، حيث برزت أسماء لامعة شكّلت أعمدة راسخة في ذاكرة الفن العربي والعالمي، مثل صباح، وديع الصافي، الأخوان الرحباني، وفيروز.
صباح، التي لفتت انتباه المنتجة السينمائية آسيا داغر في سن صغيرة، انطلقت رسميًا عام 1945 بفيلم "القلب له واحد" إلى جانب أنور وجدي. أما الأخوان الرحباني، فقد أسّسا الفن المسرحي اللبناني الحديث بدمج الغناء مع المسرح، وكان من أبرز أعمالهما "مسرحية بياع الخواتم"، التي شاركت فيها فيروز، النجمة التي أثرت الساحة الفنية بمشاركتها في أغلب أعمال الرحابنة.

الحقبة الحالية للفن اللبناني
عانى الفن اللبناني من آثار الحروب التي أدت إلى تراجع دوره وظهور نمط جديد من الفن. ورغم ذلك، لا يزال هناك بريق لبعض النجاحات الفردية على الساحة الفنية، حيث برزت أسماء مثل ماغي بو غصن، ورد الخال، يوسف الخال، يوسف حداد، عادل كرم، وعباس شاهين من خلال أعمال وبرامج مثل "ما في متلو". لكن بشكل عام، يعاني الإنتاج الفني الحالي من قلة الأعمال ذات السيناريوهات المميزة والتحف الفنية الهادفة، مع بعض الاستثناءات التي لا تكفي لتعويض هذا التراجع.

ختامًا، كما قال الفيلسوف أرسطو: الفن هو رسالة وشكل من أشكال العلاج. لذا، يجب على المعنيين التركيز على تعزيز الإبداع الفني ليعكس الهوية الثقافية اللبنانية في الداخل والخارج. دور الفنان يتمثل في استلهام خلفياته الثقافية وإبرازها من خلال أعماله على المسرح أو الشاشة. يبقى السؤال: أيهما تفضلون، الفن اللبناني القديم أم الفن الحديث؟

المصدر :جنوبيات