الأحد 2 نيسان 2017 16:14 م

دريان: ثوابتنا تدعونا الى المحافظة على وحدة الطائفة والعيش الواحد


أعرب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن "استبشاره خيرا بالعهد الجديد وبالأداء الحكومي الذي يضع الازمات على طاولة البحث للوصول الى حلول تريح كل اللبنانيين"، معلنا انه مع "اقرار الموازنة بصورتها النهائية العادلة، ومع اقرار سلسلة الرتب والرواتب لتصحح الاوضاع المعيشية الصعبة"، داعيا الى "دعم الدولة للنهوض بها ولكن ليس على حساب الفقراء والمحتاجين بفرض ضرائب ترهق كاهل المواطن، رغم ان الضرائب امر طبيعي ان لم تؤثر سلبا على اصحاب الدخل المحدود"، آملا ان يكون في الموازنة وفي سلسلة الرتب والرواتب "ما يريح المواطنين مما هم فيه".

كلامه جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه على شرفه احمد ناجي فارس بحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان الشيخ محمد عساف، وشخصيات سياسية واجتماعية ومصرفية واعلامية ودينية.

المشنوق
وبعد كلمة ترحيبية من كمال احمد ناجي فارس بالحضور على تلبيتهم دعوة والده، ألقى المشنوق كلمة جاء فيها: "انها المرة الثانية التى اكون في حضرة الحاج احمد (ناجي فارس) وعلى مأدبته الصباحية في هذا المكان، انما هذه المرة هي الاهم من كل المرات لان بركة صاحب السماحة موجودة، موجودة ايضا في حركتنا وايماننا وعقولنا وصلاتنا، والاهم انها موجودة باعتدال، لان صاحب السماحة منذ زمن، قبل انتخابه وبعده هو رمز للاعتدال والتآلف والمحبة وجمع الناس مع بعضها البعض. وقد بلغ من السكينة داخله ما يساعد كل المتعبين ان يحلوا مشاكلهم في اي موقع كان".

اضاف: "نحن دوما امام والى جانب صاحب السماحة في اعتداله وقدرته على جمع كل اللبنانيين وكل المسلمين تحت عباءته وقدرته على الرؤية الثاقبة لطبيعة لبنان ولحل كل المشاكل بالحوار والتفاهم والقدرة على الاستيعاب التي فقدت ولم تعد موجودة الا عند صاحب السماحة، نظرا للايام الصعبة التي تحمل عناوين اصعب. نأمل ان نبقى على لقاء متواصل وعلى تشاور دائم من اجل المحاولة، لان يظل عنوان هذه المدينة وعنوان هذا الدين، عنوانا يماشي كل لبنان من كل الطوائف الا وهو الاعتدال والتفاهم".

وتابع: "ان اهمية هذا العنوان يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بغليان وتغييرات لا يعلم احد الى اين تذهب لا بالشكل ولا بالمضمون، ولا حتى متى يأتي الاستقرار؟ ان شاء الله نستطيع الحفاظ على استقرارنا وعلى هدوئنا وعلى تعقلنا لنصل الى بر الامان الذي قطعنا منه شوطا كبيرا في حكومة الرئيس سلام على الرغم من كل المشاكل التي مررنا بها، ونستمر في هذا المسعى مع حكومة الرئيس سعد الحريري الذي يبذل جهدا كبيرا في لم الموضوع، ذلك انه من السهل افتعال المشكل، لكن الاصعب هو احتواؤه وضرورة الاهتمام بالمضمون وليس بالشكليات، وفي هذا المجال فان الرئيس الحريري يصبر ويجاهد لانه يعرف طبيعة الظروف ويدرك تماما ان الاستيعاب هو الفرصة الوحيدة المتاحة".

وختم المشنوق: "ببركة صاحب السماحة وبصبر وجهد الرئيس الحريري نستطيع ان نجتاز هذه المرحلة الصعبة ونستمر في استقرارنا وهدوئنا والمحافظة على اهلنا في كل لبنان".

دريان
اما المفتي دريان بدأ كلمته بوصف المشنوق بأنه "الوزير الصديق العزيز والوفي والشجاع والمقدام، الذي يحفل تاريخه المشرق قبل الوزارة وخلالها بالانجازات، وهو وزير داخلية كل لبنان، وهذا التعبير يغني كثيرا عن الشرح والتفصيل"، مؤكدا "دعمه وتأييده في كل ما يقوم به الوزير المشنوق من خطوات من اجل تعزيز الامن والاستقرار في كل قرية ومدينة من لبنان"، شاكرا لاحمد ناجي فارس رجل الخير والعطاء والوفاء "دعوته التي تجمع اهل بيروت الاوفياء".

وقال دريان: "لقد سمعنا كثيرا عن قانون للانتخابات النيابية، بأن "هناك بعض التفاؤل في الوصول الى توافق سياسي حول قانون الانتخاب، هذا الامر لا اريد ان اتكلم به كثيرا في حضور وزير الداخلية والبلديات المعني في الموضوع مباشرة، ولكنني اقول ان اللبنانيين يريدون قانونا جديدا وعصريا تتفق فيه كل القوى السياسية لاجراء انتخابات نزيهة كما شهدنا في الانتخابات التي قام بها وزير الداخلية ليكون لنا بالنهاية مجلس نيابي جديد يحقق طموحات اللبنانيين كافة".

أضاف: "اننا في دار الفتوى متمسكون بالثوابت الدينية والثوابت الوطنية ولن نحيد عنها ولن نغيرها، هذه الثوابت التي تدعونا الى المحافظة على وحدة الطائفة السنية وتدعونا الى المحافظة على الوحدة الاسلامية وعلى العيش الواحد بين الطوائف اللبنانية".

وتابع: "لقد طرحت على رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز فكرة عقد قمة روحية اسلامية، فنحن في اشد الحاجة في هذه الايام العصيبة الى التلاحم والتآلف والتعاضد، لأن الخطاب المذهبي المقيت الذي يدمر في بعض الدول العربية مدننا وقرانا، نحن في لبنان نحتاج الى الكثير من التماسك في وحدة الصف الاسلامي كي نحقق الوحدة الوطنية الشاملة. نحن نواجه في هذه الظروف الصعبة داخليا واقليميا وحتى عربيا واسلاميا بشكل عام تشويها لديننا الحنيف وتشويها لصورة المسلمين، ونحن نقول ان ديننا الاسلامي هو دين الرحمة والاخلاق والمحبة والتسامح والانفتاح على الاخر، ونحن في لبنان متمسكون بالوحدة الاسلامية - الاسلامية الى ابعد حدود، ومتمسكون ايضا بالوحدة الوطنية الشاملة لاننا في النهاية رغم تعددنا ورغم اختلافنا الديني نحن في النهاية لبنانيون ليس لنا مشروع سوى مشروع الدولة القادرة العادلة، الدولة الوطنية التي يجب ان تكون لكل اللبنانيين ولكل الطوائف، الدولة التي ننظر اليها ان تكون قادرة على العدل مع الجميع وقادرة على اعطاء الحقوق للجميع وتنتظر من الجميع ايضا ان يؤدوا جميع الواجبات تجاه هذه الدولة".

أضاف: "أخذنا على عاتقنا في دار الفتوى ان نكون بالفعل مرجعية دينية ووطنية، أن نكون صمام الامام في هذا البلد في سبيل وحدته وتآلف أبنائه، وقد أطلقت منذ ايام صرخة دعوت فيها واكدت على وحدة المسلمين، ومن هذا المنطلق اؤكد ان وحدة المسلمين تتطلب ايضا وحدة التلاقي بين المرجعيات السياسية في هذه الطائفة. نحن نعول على العقلاء والحكماء فينا ومنهم الوزير نهاد المشنوق الذي يحفل تاريخه المشرق بالانجازات ما قبل الوزارة واثناءها، فهو وزير داخلية كل لبنان وهذا التعبير يغني عن الشرح والتفصيل، هو من لا يألو جهدا في تأمين الامن لكل اللبنانيين، ونحن ندعمه ونؤيده في كل ما يقوم به من خطوات من اجل تدعيم الامن في كل مدن وبلدات وقرى لبنان".

وختم: "ان عاصمتنا بيروت هي في قلوبنا جميعا، فهي عاصمة كل لبنان، هي عاصمة العواصم وعروس العواصم، هذه بيروت تنادينا ان نتآلف جميعا فيما بيننا بتعددنا وتنوعنا، هذه المدينة تحتاج منا الكثير لاعادة الاستنهاض فيها وهذه رسالة ومسؤولية الجميع ومسؤولية مؤسساتنا وجمعياتنا ومراكزنا الثقافية، وهذه هي المهمة الاساسية للمحافظ ولرئيس البلدية، فنحن نتابع بدقة ما تقومون به وما تحضرونه من مشاريع ونحن معكم في كل ما يسهم في نهوض عاصمتنا بيروت، وندعوكم الى المزيد والمزيد من المشاريع الحيوية والتنموية في هذه العاصمة العزيزة على قلوب البيروتيين والعزيزة على قلوب كل اللبنانيين".

المصدر : جنوبيات