الاثنين 3 نيسان 2017 09:36 ص

الرئيس ترامب يستعرض رؤيته للمنطقة مع الرئيس السيسي


* هيثم زعيتر

تتجه الأنظار اليوم (الإثنين) إلى البيت الأبيض، حيث يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظريه المصري عبد الفتاح السيسي، في قمّة تكتسب الكثير من الأهمية توقيتاً ودلالات، في ظل ما يجري من إعادة رسم خريطة المنطقة والعالم.
وأكدت مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب جاد في إيجاد حل لجوهر الصراع في المنطقة، وهو القضية الفلسطينية، ما يؤدي إلى سحب ذرائع استغلالها أمام أكثر من جهة وطرف إقليمي ودولي.
وأيضاً فتح الكثير من العلاقات بين بلاده وأكثر من دولة، مرّت العلاقات معها بقطيعة أو فتور، وبينها مصر.
ويأتي هذا اللقاء لينهي 4 سنوات من التوتر بين البلدين، خلال فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وبعد عزل الرئيس المصري السابق محمّد مرسي في العام 2013.
وتكمن أهمية اللقاء:
- إنه الأوّل لزعيم عربي يزور البيت الأبيض، منذ عقد القمة العربية الـ28 في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي سيتبعه استقبال الرئيس الأميركي للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بعد أيام، ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث كان القادة الثلاثة قد عقدوا اجتماعاً تنسيقياً على هامش القمة العربية.
- إن هذه الزيارة هي أيضاً الأولى للرئيس السيسي للقاء الرئيس ترامب بعد انتخابه، بعدما كان قد إلتقيا في أيلول الماضي في مقابلة تلفزيونية، سبقت الانتخابات الأميركية.
- إن ملفات كثيرة للعلاقات المشتركة سيتم طرحها، وفي طليعتها مواجهة الإرهاب وعنوانه "داعش" والاسلام المتطرّف، ورؤية مصر، وهي رأس حربة في ذلك.
- في بحث الجوانب الأمنية والعسكرية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
- موضوع حقوق الإنسان في مصر، وإمكانية إطلاق سراح الناشطة الأميركية من أصل مصري آية حجازي، التي كانت تدير منظمة غير حكومية لأطفال الشوارع، ومحتجزة في مصر منذ العام 2004، بتهمة "الاتجار بالبشر"، حيث من المتوقع أن يصدر الحكم بحقها بتاريخ 16 الجاري.
- تكرار توجيه دعوة الرئيس الأميركي لزيارة مصر، بعدما كان الرئيس السيسي قد سبق ووجه له دعوة، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه وهنأه فيه بتولي منصبه الجديد.
- بحث ملفات المنطقة ومن بينها ما يتعلق بالملف السوري، وضرورة مواجهة الإرهاب.
وستكون القضية الفلسطينية على جدول أعمال الزعيمين، انطلاقاً من أنها ما زالت قضية العرب المركزية الأولى، وضرورة إيجاد حل شامل وعادل لها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والتمسك بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
والتمسك بمساعي السلام، إنطلاقاً من مبادرة السلام العربية، التي أعلن عنها في قمّة بيروت في آذار 2002، وهو ما تمّ التأكيد عليه في القمة العربية الأخيرة التي عقدت منذ أيام في البحر الميت.
وهذا ما يتوقع أن يتم التركيز عليه، خاصة أن الرئيس الأميركي، بصدد طرح مبادرة للشرق الأوسط، بعدما أوفد مبعوثه لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، الذي جاء مستمعاً، ولم يطرح أفكاراً أو مقترحات، قبل أن يعود ويعرض نتائج لقاءاته بالمسؤولين الفلسطينيين والأردنيين والإسرائيليين - قبل القمة العربية - ثم اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين عرب خلال القمة، وبينهم وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير.
وبذلك، فإن الصورة التي استطاع الرئيس الأميركي تكوينها، يتوقع أن يطلقها كمشروع، خاصة أنه خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (15 شباط 2017)، لم يحسم النظرة إلى صيغة حل الدولتين أو الدولة الواحدة، وأيضاً نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بينما دعا إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي، الذي لن يؤدي إلى السلام.
لقد كان واضحاً أنه من غير المجدي طرح أحاديث عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية، أو محاولات دمجها بإطار إقليمي، ومنها أن لا دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل أن الدولة الفلسطينية هي في غزة وجزء من سيناء المصرية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، ويؤكدون أن لا دولة فلسطينية دون غزة ولا دولة فلسطينية في القطاع.

 

المصدر :اللواء