تحوّلت منطقة الرويسات، الواقعة بين منطقتي الجديدة والفنار في ساحل المتن، الى ساحة معركة ليل أمس، بعد أن قامت دوريّة من مكتب السرقات الدوليّة في قوى الأمن الداخلي بمطاردة عصابة سيّارات في المنطقة، فأطلق النار عليها بكثافة وردّت بالمثل، لتندلع اشتباكات استمرّت وقتاً طويلاً.

 
وأدّت هذه الاشتباكات والمطاردات داخل الأزقّة الضيّقة في الرويسات الى جرح رقيب أول من الدوريّة يُدعى شادي ريشار الحاج، فارق الحياة لاحقاً متأثراً بجروحه ونُقل جثمانه الى مستشفى "أوتيل ديو". وردّ عناصر الدوريّة على مصادر النيران، وتمكّنوا من قتل أحد أفراد العصابة، ويدعى سعد الله دندش وهو يملك باعاً طويلاً في مجال سرقة السيّارات، كما تمكّنت عناصر الدوريّة من القبض على أحد أفراد العصابة بعد إصابته بإطلاق النار، علماً أنّها قد تكون وجدت في المنطقة بيئة حاضنة لها ما أتاح لعناصرها الانتقال بين المنازل المتداخلة.

 
والمفارقة المؤلمة أنّ الشهيد الحاج، البالغ من العمر 30 عاماً، هو من دورة الشهيد إدمون سمعان الذي سقط شهيداً أثناء ملاحقة تجّار مخدرات في البقاع، وكان برفقة الدوريّة حينها فريق عمل برنامج "بالجرم المشهود" في الـ mtv.

 
والشهيد الحاج كان يستعدّ للزفاف، لكنّه سيُزفّ عريساً الى السماء، لينضمّ الى قافلة الشهداء الذين سقطوا من مؤسّسة قوى الأمن الداخلي أثناء تنفيذ مهام ملاحقة المخلّين بالأمن وتجار المخدرات وعصابات السرقة، علماً أنّ مكتب السرقات الدوليّة الذي يرأسه المقدّم نقولا سعد يملك سجلاً حافلاً في هذا المجال.

 
كتب شادي الحاج، في التعريف عن نفسه على صفحته على "فايسبوك": "حوّل أحلامك الى أمنيات، وأمنياتك الى أهداف، وأهدافك الى واقع، وحينها ستتحوّل أحلامك الى حقيقة".
لم ينجح شادي في فعل ذلك كلّه. حبّذا لو ينجح رفاقه الذين سيبكونه اليوم في القضاء على عصابات الرعب.