بعدما تقلّد رئيس الحكومة سعد الحريري وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، نشرت المجلة الفرنسية الأسبوعية «باري ماتش» تقريراً أشارت فيه إلى أن هذا التقليد أثار استياء الفرنسيين، تحديداً الموظفين الذين عملوا في شركة «سعودي أوجيه» المملوكة من الحريري، وأن هؤلاء اعتبروه بمثابة «خيانة» لقضيتهم. كذلك رأوا فيه «إهانة»، إذ إنهم لم ينسوا بعد الألم الذي تسببت فيه الشركة لأشخاص قضوا حياتهم يعملون في الشركة وضحّوا في سبيل نجاحها منذ عهد الأب الرئيس رفيق الحريري.
وأجرت المجلة مقابلات مع بعض الفرنسيين الذي عملوا في الشركة، فعلّق أحدهم بالقول «لم ننسَ بعد الجحيم الذي عشناه نتيجة عدم تقاضينا رواتبنا لمدة عشرة أشهر، وكنا نشقى من أجل البقاء على قيد الحياة». وأضاف قائلاً «هناك بعض الزملاء كانوا على وشك الانتحار»! ولفت إلى «أننا عندما سمعنا الخبر شعرنا بالاشمئزاز، لأن الحريري تجاهلنا ولم يهتم لوضعنا».
في المقابل تصاعدت الحملة التي يشنّها مواطنون سعوديون تحت هاشتاغ «سعودي أوجيه بدون رواتب»، لمطالبة الحريري بدفع المستحقات لعمال الشركة من مختلف الجنسيات، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الحريري للمملكة العربية السعودية برفقة الملك سلمان بن عبد العزيز. وكان لافتاً الهجوم الذي شنّه الإعلامي داوود الشريان في برنامجه على قناة (MBC) على الشركة، متسائلاً: «لماذا لا يدفع الحريري مستحقات الموظفين، وهو القادر على سداد 46 مليار ريال وليس مليارين فقط، لو أراد ذلك». ورأى أن ثمة من يريد أن «يحمي سمعة سعد الحريري»، متسائلاً عن الأسباب التي جعلت الفرنسيين يتمكنون من الحصول على مستحقات أبنائهم رغماً عن إدارة الشركة، بينما لم يتمكن السعوديون من ذلك».
يبلغ عدد موظفي «سعودي أوجيه»
نحو 32 ألف عامل سعوديّ وأجنبيّ
وأشار إلى أن الشركة تحصل على مليارات الريالات من المشاريع في المملكة، ثم لا تسدد مستحقات موظفيها السعوديين، موجّهاً اللوم لوزارة العمل، لعدم اتخاذها إجراءات عملية وسريعة لمصلحة الموظفين والعمال. وأضاف «الشريان» أن العمال الأجانب في الشركة باتوا يعودون إلى ديارهم ويتكلمون بسوء عن المملكة. وقد استضاف الشريان وكيل وزارة العمل السعودية عدنان النعيم، الذي أشار إلى أنه «في شهر آب الماضي تم إصدار قرار معالجة أوضاع العمالة في الشركة، وقد خيّرت الوزارة العمال الأجانب بين البقاء في المملكة أوالخروج منها»، مشيراً الى أن «عدد العمال في الشركة يصل الى 32 ألفاً، سعوديين وأجانب». الهجوم الذي أطلق عليه الشريان عنوان «ضحايا سعودي أوجيه» تناول ترحيل 15 ألف عامل، من دون أن يحصلوا على حقوقهم، إلا أن النعيم أكد أنه تم «تعيين محامين لتوثيق حقوقهم والدفاع عنها لحين انتهاء القضية». وقد ساهمت الحلقة في اشتعال صفحات مواقع التواصل المتابعة لقضية عمال سعودي أوجيه، والتي ندّدت بالأزمة التي يُعاني منها عمال الشركة. وعمد بعض الموظفين إلى تصوير فيديوات طالبوا فيها بتسديد المستحقات المجمّدة منذ أشهر، فيما نشر آخرون تغريدات اعتبرت ما يحصل «قمّة المهزلة»، ورأت أن الشركة تسلمت «معظم حقوقها من الدولة، لكن كل الحسابات والأموال مودعة في البنوك الفرنسية، وأكيد هناك من يشارك الحريري بها».