في جلسة مكتملة النصاب ، ومن قاعة الجلسات العامة لمجلس النواب التي شهدت آخر جلسة شارك فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده يوم 14 شباط من العالم 2005 ، ولمناسبة الذكرى الـ11 لإستشهاده، وجه 128 تلميذا وتلميذة من مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا تحية لصاحب الذكرى ورسالة حب للوطن استلهموا معانيها من مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتمسكه بدولة القانون والمؤسسات وبالنظام البرلماني الديمقراطي .
من على مقاعد النواب والحكومة تابع التلامذة مع معلمة مادة التربية الوطنية رامية السوسي درساً خاصا عن هيكلية ودور مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية ، حيث توجهت اليهم بالقول : "نحن اليوم في صرحٍ ديمقراطي بامتياز، إذ يشكل مجلس النواب الركن الأساسي في نظام لبنان البرلماني الديمقراطي. وها نحن اليوم نجلس على مقاعد النواب الذين ينوبون عنا في اتخاذ القرارات والذين يمثلون السلطة التشريعية".
بعد النشيد الوطني اللبناني، طلب رئيس الجلسة الطالب جاد ماجد الوقوف دقيقة صمت تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الشهداء الذين سقطوا في المجزرة الارهابية الكبرى في 14 شباط 2005، وقال:أشقى الورى شعبٌ بلا وطنٍ وأذلُّهم بلا عِلْم.فالوطنُ كلمةٌعزيزةٌ غاليةٌ ملتصقةٌ بنا التصاقَ الرّوح، بينَ حروفِها دفءُ الاستقرارِ وحرّيّةِ الرّأيِ ورجاحةِ القرار، و الوطنُ هو حصْنُنا المنيع، عزّتُنا من عزّتِه و كرامتُنا من كرامتِه، فصِدْقُ الانتماءِ إليهِ أعظمُ سلاحٍ و خيرُ وسيلةٍ لرفعِ دعائمِه، هكذا علّمَنا الرئيسُ الشّهيدُ رفيق الحريري.نحافظُ على الوطنِ بالتكاتف، بتشابكِ الأيدي، بالتّعاونِ و الوَحدة، و نبذِ الأحقاد، بالسّعيِ إلى البناءِ بعيداً عن الأنانيّةِ وخدمةِ المصلحةِ الشّخصيّةِ، كما أوصانا شهيدُنا الغالي.والوصيّةُ لا بدّ أن تنُفّذ،وأن نُعيدَ مجدَ الوطنِ كما كانَ على عهدِ الرّئيسِ الشّهيد، لذا، فنحنُ من على هذا المنبرِ نرفعُ الصّوتَ عالياً باسم الشّعب اللّبنانيّ و باسمِ أبناءِ جيلِنا، لنبنِ لبنانَ المستقبل.ونستشهد بما قالَهُ الرّئيس الشّهييد:ما حدا أكبر من بلدو، ما المهم مين بيبقى و مين بروح المهم البلد.. اني أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب".
وتحدث نبيل بواب (المشرف العام في المدرسة) – بالنظام- مستحضرا بعضا من مواقف الرئيس الشهيد الوطنية فقال :" جئنا معكم اليوم إلى هذه القاعة رمز القوانين والتشريعات اللبنانية التي أقرت للجمهورية اللبنانية على مدى سنوات عديدة منذ الاستقلال كما من قبله. ومن على هذا المنبر الذي ارتقاه كبار رجالات الدولة نقول لكم كونوا على ثقة بأن لبنان بحاجة إليكم فأنتم رجالات وأمهات المستقبل وجئنا لنقول لكم ولنتذكر معكم اللحظات الأخيرة لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث كانت هذه القاعة شاهدة على تمسكه بالدولة وبسلطة القانون".
والقى الطالب محمد سبع أعين كلمة الحكومة فقال: ايها الرئيس الشهيد حملَكَ الحبُّ إلى دربِ التّضحيةِ، فقدّمْتَ للوطنِ رؤحَكَ و حياتَك فلكَ التّحيةُ والإجلالُ، لك الوفاءُ والكبرياء، أنتَ الفخرُ، و بكَ يفتخرُ لبنانُ ،منكَ نتعلّمُ و بكَ نقتدي.كنْتَ من هنا من على هذا المنبرِ تنادي بالوحدةِ والأمنِ والسلام، رحلْتَ فرحل معك الحبُّ والأمانُ والاستقرارُ. فلنرصَّ صفوفَنا ،ولننذرْ أنفسَنا لإعلاءِ راياتِ الوَحدةِ و التّضامنِ، ولنجعلْ وطنَنا يعانقُ السّحابَ كما أرادَه الرّئيسُ الشّهيد، و ليكنْ شعارُنا : كلُّنا للوطن للعلى للعلم .
وطلب عدد من التلامذة الكلام ، فقالت آية الجردلي قبل ان تضع باقة ورد على المقعد الذي جلس عليه الرئيس الشهيد في اخر جلسة قبل الاستشهاد : أسمعُ صدى كلماتِهِ يصدحُ في أذني، أرى خيالَ ظلّهِ يخيّمُ على جلستِنا، و كأنَّهُ موجودٌ أمامَنا،يبتسمُ لهذا ،و يلقي التّحيّةَ على ذاك، و يربّتُ على كتفِ ذلك!.. كان يجلسُ هنا قبل ساعاتٍ من الزّلزال..رحمك الله يا شهيد الوطن .
وقالت روان آغا: "ان ابتسامة الرئيس الشهيد ما زالت ترفرف في سمائنا،تعطينا الأملَ بفجرٍ جديدٍ و مستقبلٍ واعدٍ، وروحُه الطّاهرةُ ستظلُّ الملاكَ الحارسَ لنا و لهذا الوطن.. وها نحن اليوم جيئنا نأخذ درساً في حب الوطن في هذه القاعة التي هي رمزٌ للدولة و الديمقراطية التي آمن بها الرئيس الشهيد".
ثم اختتمت الجلسة بالوقوف دقيقة صمتٍ توجه بعدها التلامذة الـ128 إلى ضريح الرئيس الشهيد وأضرحة رفاقه الشهداء ووضعوا عليها الورود الحمراء وقرأوا الفاتحة لأرواحهم الطاهرة.