الصّداقة عنوان كبير بمدلولاته، عميق بمحسوساته، لطيف بانفعالاته، غنيّ بعطاءاته، هادىء بسجالاته، وفيّ في أزماته، صادق بمكنوناته. 
فالصّديق الحقيقيّ هو الصّديق الذي يظنّ بك الظنّ الحسن، واذا أخطأت بحقّه ذات مرّة يلتمس لك العذر، ويقول في نفسه لعلّه لم يقصد. 
هو الذي يرفع من شأنك بين النّاس، ويقدّرك حقّ قدرك. 
هو الذي تفتخر بصداقته، ولا تخجل من مصاحبته، وتأنس بمجالسته، وتأمن غدره، وتحبّ السّير معه نحو آفاق وعوالم من المحبّة والمودّة والألفة. 
هو الذي تشعر بالاطمئنان معه، وتخالجك الرّاحة النّفسيّة بقربه، والسّلام الدّاخليّ بمعرفته.
هو الذي يطرب قلبك بسماعه، وينسجم العقل بكلامه، وتنتعش الرّوح بحضوره، وترتاح النّفس بوجوده. 
فصداقة القلوب أهمّ من صداقة الوجوه...
والأخوّة في الله تعادل أخوّة النّسب...
والحبّ في الله أسمى مراتب الحبّ...
وقد قيل في محكم التّنزيل:

"الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلّا المتّقين".
(صدق الله العظيم) 
رزقنا الله وإيّاكم حبّ التّقوى، وصداقة القلوب، والأخوّة بالله والمحبّة فيه.

أسعد الله أوقاتكم بالخير واليمن والبركات والمحبّة والهناء والأمان وراحة البال.