![]() |
الأحد 22 حزيران 2025 18:56 م |
"مراجعة الذّات"! |
* جنوبيات أذكرُ في حيّنا القديم حيث وُلدت وترعرعت أنّ رجلًا صالحًا يُدعى "أبو أحمد" (وكان يعمل في النّجارة) كان يردّد هذه المقولة دائمًا ومفادها:
"لنا ربٌّ كَريم يبدأُ بالنّوال قبلَ السّؤال، لا يردّ طلب سائلٍ، ولا سُؤالَ طالب، وابلُ رحماتِه هاطِل، وفيضُ غُفرانه غامِر، يدهُ ملأىٰ، وهباتهُ جزلىٰ، وشكرُنا عن كلّ هذا قاصِر".
في الغالب العزلةُ لا تعني كرهَ الأصدقاء، ولا يُقصد بها التوقّفُ عن العطاء، ولا يُراد بها الابتعادُ عن أحدهم. فقد تكونُ لمراجعةِ الذّات وتقييمِ المرحلة.
وعليه، ولبيان مسار التّعاطي مع الآخرين، يتجلّى قول أهل الحكمة والمعرفة: أعطِ كلّ شيء قدره المناسب، فإن أعطيته أكبر من حجمه وأهمّيّته صَعُبَ عليك التّعامل معه. فالصّمت أفضل من النّقاش مع شخص تدرك جيّدًا أنّه سيتّخذ من الاختلاف معك حربًا، لا محاولة فهم لعمق المسألة وكنهها الحقيقيّ.
هذا وعندما يعتذر إليك إنسان، "ليس بالضّرورة أنّه مخطئ وأنّك على حقّ"، فلربّما أراد أن يقول لك إنّ علاقتكما أهمّ من كبريائه.
اللهمّ يا بارئ البريّات، وغافر الخطيّات، وعالم الخفيّات، المطّلع على الضّمائر والنيّات، يا من أحاط بكلّ شيء علمًا، ووسع كلّ شيء رحمة، وقهر كلّ مخلوق عزّة وحكمًا، اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وتجاوز عن سيّئاتنا، إنّك أنت الغفور الرحيم. المصدر :جنوبيات |