![]() |
الأربعاء 2 تموز 2025 08:05 ص |
ما الذي يحضّره الاحتلال للمسجد الأقصى؟! |
* جنوبيات
بعد أن كانت أعداد المصلين أيام الجمعة تتجاوز الـ 40 و50 ألفاً لم يسمح الاحتلال يوم الجمعة سوى لبضع مئات من المرابطين من دخوله ضمن إجراءات مشدّدة وتضييقات غير مسبوقة، واعتداءات على الأهالي عند الأبواب، فيما حذّر خبراء ومختصون بالشأن المقدسي ممّا يرمي الاحتلال له من وراء هذه السياسات الخطيرة بحق المسجد الأقصى، داعين في الوقت ذاته لاستنهاض الهمم وتحرّك الهبّة الشعبية لكسر الحصار عن المسجد. تكريس عزل الأقصى وفي هذا السياق، قال الباحث المختص في الشأن المقدسي زياد ابحيص في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام إنّ الاحتلال منع يوم الجمعة آلاف المصلين من دخول المسجد الأقصى أو من دخول البلدة القديمة في القدس، وسمح فقط لنحو 500 من المصلين بدخوله لصلاة الجمعة، فانحصرت الجمعة بصفوف غير مكتملة في السطور القليلة الأولى من الجامع القبلي. ولفت إلى أنّ الاحتلال يتذرّع بـ «إجراءات الطوارئ» لتقييد التجمعات، رغم أن التجمع حصل بالفعل على أبواب المدينة حيث منعت شرطة الاحتلال الدخول واعتدت على المصلين، والتجمع حصل بالفعل على الأسوار حين أدّى المرابطون الصلاة عند أقرب نقطة خارج أسوار البلدة القديمة. لكنه حذّر في الوقت ذاته من أنّ الهدف الفعلي واضح ومعلن ولا يخفى على أحد، وهو حصار الأقصى وتكريس عزله، واستعراض «السيادة الصهيونية» بفرض القيود عليه بينما ترفع عن معظم ما سواه في محيطه، مختتما بالقول: إنّ هذا الفتح الجزئي للأقصى هو استمرار للإغلاق، يحـقـق الأهداف ذاتها، وبالتالي فالأصل أن يؤرّخ هذا اليوم لليوم الثامن من الإغلاق الشامل للأقصى وللجمعة الثانية من إغلاقه، واعتباره ما زال مغلقاً عدواناً وتعسّفاً، وهو ما يفرض استنهاض كل قوة ممكنة لفتحه وكسر الحصار عنه. الخوف من السيناريو الأخطر بدوره حذّر الخبير المختص بالشأن المقدسي الدكتور عبدلله معروف من السيناريو الأخطر الذي بدأ يروّج له الحاخامات المتطرفون لاستغلال الحرب مع إيران للاعتداء على الأقصى أو هدمه، قائلاً: أنّ ما يحصل الآن يجعلنا نتساءل، ما هو الواقع الجديد الذي يخطط الاحتلال أن نصحو عليه في المسجد الأقصى مع انتهاء هذه الجولة من القتال ورفع الحصار عن بوابات المسجد؟ وتابع بالقول في مقالة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: إنني لا أخفي في هذا المقام تخوّفي الشديد على المسجد الأقصى المبارك من أن يرتكب الاحتلال فيه أي حماقة استغلالاً لهذه الأوضاع، فقد نُشر فيديو خطير قبل أيامٍ للحاخام الحريدي يوسيف مزراحي الذي يعيش في نيويورك، دعا فيه صراحةً لاستغلال هذه الأوضاع لإيذاء المسجد الأقصى، وادّعى في الفيديو أنه لو كان الأمر بيده لأرسل على المسجد الأقصى صاروخاً، ثم ادّعى أنه صاروخٌ إيرانيٌّ سقط بالخطأ على المسجد الأقصى، معبّرا عن مخاوفه الكبيرة بالقول: إنّ مثل هذه الأفكار الشيطانية، وإن كانت تبدو مثيرةً للسخرية، إلّا أنها تنبئ عن نوايا خطيرة مبيّتة تجاه المسجد الأقصى ينبغي أن ينتبه إليها الشعب الفلسطيني في القدس بالذات، ومشدّدا على أنّه لا بديل في هذه الأوضاع عن التحرّك الشعبي لحماية المسجد وتحقيق الكابوس الذي يخشاه الاحتلال، وهو التصعيد الشعبي العارم وتأزيم الأوضاع الداخلية في وجه نتنياهو وحكومته، وإلّا فسيكون ثمن الصمت والانتظار مرتفعاً جداً. أبو دياب من جهته قال عضو هيئة رابطة أمناء الأقصى المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن الاحتلال يستغلّ دائماً أي ظروف أو مناسبات معينة، بما في ذلك ما يُسمّى «حالة الطوارئ»، والوضع الأمني، لتنفيذ مخططاته ومؤامراته على الأقصى، وتفريغ ساحاته ومصلياته من المصلين. وأكد أن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى مرة أخرى، والاعتداء على حرّاسه خطة «مفتعلة ومقصودة ومبرمجة»، ليس لها أي علاقة بـ«حالة الطوارئ»، رغم أنه يُوظف الحرب لتحقيق ما يريد. وأوضح أبو دياب أنّ الاحتلال ينتظر أي فرصة لأجل الانقضاض على المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الوصول إليه، بحجّة الإغلاقات والتضييقات والحواجز العسكرية، والتي تطال حتى البلدة القديمة في القدس المحتلة. ويرى أبو دياب أن الاحتلال يُخطط لأن يعتاد الناس المشهد في أن يكون المسجد الأقصى مغلقاً، أو أن يكون عدد المصلين المسموح بدخولهم إليه قليل، كي يجدوا مساجد بديلة عن المسجد المبارك. وأضاف أبو دياب ان الاحتلال يجد في ذلك فرصة ذهبية يريد استغلالها بشكل كبير، بغية تقليل عدد الوافدين للأقصى، وتغيير الوضع الديني والتاريخي القائم فيه. وحذّر من مخاطر إغلاق الأقصى وتشديد حصاره على البلدة القديمة، ومحاولة الاحتلال تمرير مخططاته فيه، مؤكدا أن الاحتلال يسعى إلى تحديد أعداد الوافدين للأقصى، وحتى البلدة القديمة على مدار الساعة، بهدف الانتقال من التقسيم الزماني إلى التقسيم الدائم في المسجد المبارك. ويُذكر أنه ومنذ بداية التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوع، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى متذرّعاً بحالة الطوارئ التي تشهدها البلاد. المصدر :جنوبيات |