رأى مدير عام تعاونية موظّفي الدولة السّابق الدكتور يحيي خميس في حديث خاص لـ" جنوبيات" أن التركيبة اللبنانية تركيبة معقدة جدًا  ومليئة بالتناقضات والخلافات، وهذا ما يفرض على القوى السياسية التعاطي وفقًا لهذه التركيبة التي فرضت نفسها انطلاقًا من هذا النظام السياسي الطائفي المقيت، لذلك ثمة تخبط في الأهداف والرؤى والسلوكيات وٱليات العمل، وأسوأ ما في الأمر أن الزمن يمرّ دون أن نواكب كلبنانيين الحداثة والتطور والمقاربة البنّاءة التي ٱن الأوان أن تتجاوز الطوائف والمذاهب للذهاب إلى مشروع بناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة والمساواة،  والترفع عن الحساسيات وسياسات الكيد وبالتالي التعاطي مع الملفات بمقاربة وطنية شفافة. 

وفيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي وما يجري في لبنان يؤكد خميس على أهمية الاحتفاظ بفكرة المقاومة وثقافتها، ولكن مع أهمية تغيير الٱليات والسلوكيات في التعبير عن هذه الفكرة, في ظل تباين مقومات القوة والردع  والتوازن مع العدو الاسرائيلي، خاصةً على ضوء التناقضات العربية والإقليمية التي تحول دون وجود مشروع عربي جدي وحقيقي يواجه المشروع الصهيوني. وأبرز تجليات المشروع العربي يجب أن ترتكز على رافدَي العلم والحداثة. 

عن تجربته في تعاونية موظفي الدولة يعتبر خميس أن الفكرة الأساسية التي انطلق منها عملنا في فترة الخدمة في التعاونية هي خدمة الإنسان اللبناني, معتبرين أن الغاية الأساسية لكل مؤسسة هي خدمة هذا الإنسان، ولقد كرّسنا كفريق عمل كل الجهود والامكانيات طوال السنوات المنصرمة انطلاقا من إيماننا اليقيني القاطع أن المواطن صاحب حق وليس طالب خدمة, ولقد أثمر هذا العمل والجهد التراكمي في تحصين هذه المؤسسة وهذا الامر بشهادة معظم وسائل الإعلام والرأي العام وكل المستفيدين من تقديمات هذه المؤسسة، التي نراهن أن تبقى نموذجًا أردناه حاضنًا لكل شرائح شعبنا، يشعر فيه المواطن بالانتماء الحقّ وحفظ حقوقه وكرامته.

ولعلّ أهمية ما أنجزته التعاونية، دون التطرق للتفاصيل، أنها استطاعت، خلال السنوات الأخيرة والأزمات التي رافقتها، الصمود وتجاوز كل الصعوبات، ومن ثم العودة إلى ما كانت عليه قبل تلك الأزمة. 

ختام كلام مدير عام تعاونية موظفي الدولة السابق هو التأكيد على أهمية خوض كل الاستحقاقات المقبلة والتعاطي مع المستجدات برؤية علمية حداثية تواكب التطور الكبير والاستثنائي الذي يحدث في العالم, والا سيبقى لبنان على هامش تطورات ومستجدات المشهد العالمي الذي تتدحرج كرة نموّه وتكثر انقساماته يومًا بعد يوم.