السبت 19 تموز 2025 07:44 ص

الرئيس سلام يُشيد بموقف الجيش... وبراك في بيروت لبلورة الردّ وسط مشاورات رئاسية وإفراجات منتظرة من بعبدا


* جنوبيات

قبل وصول الموفد الاميركي إلى لبنان وسوريا توم باراك مساء الثلاثاء، ليتسلم أو يناقش مع المسؤولين اللبنانيين تطورات الاوضاع في المنطقة، ويتسلم الردّ اللبناني الرسمي على ردّه، عُقد اجتماع في بعبدا بين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري تناول عناصر الرد المرتبط بالمجريات الجارية في سوريا، والمخاوف من انعكاساتها على لبنان، ليُعقد بعد ذلك اجتماع أمني، أعقبته قيادة الجيش ببيان واضح بتوقيته وبمضامينه المتعلقة بالحفاظ على السلم الاهلي، وعدم التهاون مع أي خلل أو عمل يعرض الاستقرار أو يسبب مشاكل لا مصلحة للبنان فيها. أو القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين.
وتوقفت المصادر عند ما جاء في بيان مديرية التوجيه من أن لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها (وفقاً لبيانه) استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الاسرائيلي، إضافة إلى تحديات حفظ الامن في الداخل وضبط الحدود، فضلاً عن التطورات المعقدة في المنطقة.
وشدّد الجيش في بيانه أنه لن يسمح بأي اخلال بالامن أو مساس بالسلم الاهلي ، وأن تجاوز المرحلة يتطلب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلي بالمسؤولية.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان المعلومات الرسمية التي وزعت بعد لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حرصت على الإشارة الى ان اللقاء بين الرئيسين جاء في اطار اللقاءات الدورية بينهما، ما يعكس العلاقة الجيدة التي تربط بينهما والتنسيق في عدة ملفات لاسيما في الرد اللبناني على الرد الأميركي حول الملاحظات اللبنانية. وقالت هذه المصادر ان المبعوث الأميركي توم باراك يصل الى بيروت الاسبوع المقبل لتسلم الملاحظات اللبنانية على الرد الأميركي، مشيرة الى ان لبنان متمسك بما أورده بشأن حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة وان الحكومة ذكرت الامر في البيان الوزاري وأهمية الإنسحاب الإسرائيلي وعودة الأسرى. 
الى ذلك ، من المقرر ان تكون لرئيس الجمهورية كلمة في مناسبة عيد الجيش .
وكان الرئيس عون ترأس اجتماعًا وزاريًا وأمنيًا خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

سلام ينوِّه ويؤكد على منع انتقال الفتنة

وأكد الرئيس نواف سلام عدم الانجرار إلى أي أمر يهدد وضع لبنان، محذراً من العودة للاقتتال، متمنياً اطفاء الفتنة في سوريا، مشدداً على أهمية وحدة سوريا واستقرار سوريا.. داعياً إلى تمسك اللبنانيين بالوحدة، وعدم انتقال الفتنة إلى لبنان.. منوهاً بالبيان الصادر عن قيادة الجيش..
وأكد سلام أننا نحمي لبنان بعدم الإنجرار لأي مغامرة جديدة، ويهمنا استقرار سوريا، وأن سوريا على  طريق الاستقرار، مشيراً إلى أننا نراهن على وعي اللبنانيين وحكمة الجيش في حماية لبنان.
وكشف الرئيس سلام عن موعد له مع الموفد الاميركي في السراي الكبير.. وقال: اقتراحات باراك هي ترتيبات تتعلق بوقف العمليات العدائية التي نص عليها اتفاق 1701.
وتتضمن مسألة حصرية السلاح عند قوى الامن الداخلي والامن العام والشرطة البلدية.
وقال: إننا على تواصل مع الرئيسين عون وبري، متجنباً ما يسمى «بالترويكا»، ونحن بعيدين كل البعد، مع فصل السلطات، وسألتقي الرئيس بري في الايام المقبلة، لمناقشة ورقة باراك والرد عليها. وسيعقد جلسة لمجلس الوزراء فور نضوج الافكار حول خطة تنفيذ حصرية السلاح.
وأشار إلى الالتزام بالبيان الوزاري لجهة انسحاب اسرائيل واطلاق الاسرى، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، مؤكداً أن البحث يتطرق إلى التزامن بين الخطوات والمراحل التنفيذية.. وأكد أن ما جاء به براك ليس اتفاقاً جديداً، بل لوقف العمليات العدائية، فإن ورقة باراك تتضمن (الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية).
وأكد أن الشيء الذي لا نريده هو الحرب الاهلية، وهذه مسألة تجاوزناها بعد اقرار اتفاق الطائف وكفى تخويفاً من الحرب الاهلية. وأن السلاح ستتسلمه الدولة اللبنانية، وهذه هي حصرية السلاح، والمطلوب تسليمه للدولة بدل أن تقصفه اسرائيل وأن حزب الله معني بالبيان الوزاري الذي جدد التزامه به.
ورداً على سؤال حول الخطر من تصعيد اسرائيلي قال نعم أن هناك خشية ويجب الانخراط الايجابي بورقة باراك وتحسينها، وشدّد على وقف معاناة الشعب اللبناني ونوه بدور المقاومة في تحرير الجنوب عام 2000، وأن الحماية اليوم للدولة اللبنانية ، وليس للسلاح.
وحول السلاح الفلسطيني، قال سلام: قوة فلسطين ليست في السلاح، والسلاح في المخيمات قد يتحول إلى سلاح فتنة، بين الفلسطينيين أو بين الفلسطينيين واللبنانيين، فإن قوة فلسطين بالدول التي تنعم إلى تأييدها، مؤكداً: لم نحدد تاريخاً لسحب السلاح الفلسطيني ولن نقبل سلاحاً خارج سلطة الدولة. وأكد أن الحكومة اصلاحية وهي تواجه صعوبات..

قاسم: لن نستسلم وسنواجه دفاعياً

وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله التزم بالقرار 1701 ونفذ ما خصّ جنوب الليطاني، وطالب بالضغط على الولايات المتحدة وفرنسا لاخراج اسرائيل من الجنوب وتطبيق القرار 1701.
وأشار قاسم إلى أن الولايات المتحدة الاميركية تسعى إلى تعديل الاتفاق وتطرح اتفاقاً جديداً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت ضامنة للاتفاق.
وقال: الاتفاق الجديد يهدف إلى نزع سلاح حزب الله في كل لبنان، واشار إلى استمرار العدوان، وأن 3800 خرقاً.
وقال: نحن كحزب الله وحركة «أمل» نشعر أننا أمام تهديد وجودي، وكل الطوائف مهددة.. وأكد نحن: نؤمن بأن لبنان وطن نهائي ونلتزم اتفاق الطائف كاملاً.
وأكد أن مواجهة الحظر الوجودي هو بالمقاومة، والمطلوب تعاون الجميع لتمرير هذه المرحلة.
وقال لبنان أمام 3 مخاطر: 
1 – الحظر الاول اسرائيل في الجنوب.
2- الخطر الداعشي في الشرق.
3 – الخطر الثالث الطغيان الاميركي.
وأكد قاسم أن اسرائيل لن تستلم السلاح منا.. ولن نستسلم مشيراً إلى أن الاستسلام لن يبقى لبنان شيئاً، وشدد على المواجهة الدفاعية، فيما لو هاجمت اسرائيل لبنان.
وقال: لا تراهنوا على خلاف شيعي – شيعي بين حزب الله وحركة أمل، ولا تراهنوا على الخلاف على الرؤساء الثلاثة.. مما يساعد على إخراج البلد من أزماته بطريقة صحيحة.. وأن اسرائيل لن تحقق أهدافها.

المفتي وشيخ العقل: لوأد الفتنة في السويداء

على صعيد الوضع في السويداء، واحتواء امتداداته إلى لبنان، تلقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو المنى اتصالاً من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «للتأكيد في رسالة مشتركة على «الاخوة الاسلامية والوطنية» التي تجمع ما بين الطائفتين السنية والدرزية». وأكد الشيخان رفضهما التام الانجرار وراء أية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية.
واكد الشيخ أبي المنى، في الاجتماع الاستثنائي اللهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة في فردان، «التضامن الأخوي والإنساني مع أهلنا في السويداء ومع جميع الأبرياء المصابين بنيران المواجهات»، محمّلا «الدولة السورية المسؤولية  عن حل الأزمة بالسويداء».
وقال: « إن قلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية ونحمّل الدولة السورية ومسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات، واننا نرفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان». واشار الى ان «الدعوات للحماية الاسرائيلية للسويداء تضرب تاريخنا وهويتنا».
من جهته دعا النائب السابق وليد جنبلاط  إلى «وقف الحملات التحريضية في لبنان والدعوات إلى قطع الطرقات».
واقترح «وقف إطلاق النار في السويداء للدخول في حوار»، وقال: «جبل العرب جزء لا يتجزأ من سوريا».
وفي مجال متصل بالجهود لوقف العدوان، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، الممثّل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، الجنرال فالنتين سايلير (Valentin Seiler)، بحضور السفير الفرنسي ومستشار رئيس المجلس الدكتور محمود بري، حيث تمّ استعراض الأوضاع الراهنة لاسيما الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وعمل لجنة المراقبة.

زعيتر لم يمثل وعويدات لن يحضر
قضائياً، حضر وكيل النائب غازي زعيتر إلى مكتب القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت المحامي بسام الحاج، ولم يمثل زعيتر، فأرجأ البيطار اتخاذ القرار بشأنه إلى حين صدور القرار الاتهامي، على أن يلتقي البيطار المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات في جلسة استدعي إليها. ورفض تبليغ الدعوة، باعتبار أن المحقق العدلي  «غير ذي صفة وغير أهلية، ولا شرعية له».
جنوبياً توغلت «A.T.V أسرائيلية في ميس الجبل، وفجرت جرافتين عائدتين لمجلس الجنوب، كانتا تتولى رفع الانقاض، في وقت كانت الرشاشات الاسرائيلية تصوّب على كفركلا.

المصدر :اللواء