المرة الاولى التي تعرفت فيها الى الدكتور باسل كرم عطا الله كانت في عام 1962 يوم اصدرت ادارة الجامعة الاميركية قرارا بفصل عدد من الطلاب البعثيين والقوميين العرب والوطنيين من الجامعة بسبب دورهم في قيادة اضراب وتظاهرة تضامنية مع ثورة الجزائر عشية اعلان انتصارها بعد سبع سنوات على اندلاعها في اول نوفمبر 1954..
كان اسم باسل عطا الله في مقدمة الطلاب الذين طالهم قرارا الفصل من الجامعة وكان ذلك عشية تخرجه طبيبا من الجامعة.
وفي الاحتشاد الطلابي الكبير من كل لبنان، في شارع بلس وامام البوابة الرئيسية للجامعة، رفضا لذلك القرار التعسفي لم يكن صعبا ان تلاحظ دور باسل في قيادة هذا التحرك جانب رفاق له اذكر منهم الشهيد المؤرخ الكبير الدكتور عبد الوهاب الكيالي والاستاذ محمد سعيد صباغ احد مؤسسي دار الندوة فيما بعد والذي اختير في اجتماع انعقد يومها في النادي الثقافي العربي ان يتولى التفاوض مع ادارة الجامعة، والدكتور الراحل ظافر كيالي والاستاذ محمود جركس والاستاذ مروان العمد... وغيرهم من رفاق النضال..
ورغم فارق العمر والتجربة الفكرية والنضالية بيننا، لكن كنا ننتظر باسل عطا الله في نادي العروة الوثقى الذي كان يرأسه المفكر الكبير منح الصلح؛ وكان يقع في نزلة الحمام العسكري، حتى نستمع الى تحليلات باسل السياسية القومية القوية لاسيما وانه كان من البعثيين الملتزمين بخط مؤسس البعث ميشيل عفلق الرافض يومها للانفصال في الجمهورية العربية المتحدة في ايلول- سبتمبر 1962...
ومن متابعتنا لمسيرة طبيب القلب الصيداوي باسل عطاالله في مدينته،التي كان متعلقا فيها الى حد كبير، علمنا انه بقي على علاقة متينة بالمناضل والقائد معروف سعد حتى استشهاده، وبالمناضل القائد الشهيد مصطفى سعد حتى استشهاده ايضا والمناضل النائب الدكتور اسامة سعد (اطال الله عمره) ورفاقه في التنظيم الشعبي الناصري.
وحين اسسنا عام 1992 المنتدى القومي العربي في لبنان كان المرحوم باسل في مقدمة المؤسسين وعضوا في مجلس امنائه..داعما بقوة لرئيسه،حتى لقاء وجه ربه، العلامة الدكتور محمد المجذوب (رحمه الله) ابن صيدا واحد الرموز الثقافية والوحدوية العربية.
في كل مرة كنت اتصل بالدكتور باسل هاتفيا كنت المس ان في صوته نبرة شبابية لم تتغير رغم انه تجاوز الثمانين من العمر..وفي كلامه حكمة شيوخ ملأوا حياتهم عطاء لوطنهم لبنان وامتهم العربية...
رحم الله الدكتور باسل عطالله صديقا واخا ورفيق نضال له بصمات لا تنسى.