أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مجموعة مجهولة أقدمت، فجر الأحد، على تفجير وتخريب مقام الشيخ عبدالله في بلدة بيت جن الواقعة في منطقة جبل الشيخ بريف دمشق، في حادثة وُصفت بأنها محاولة خطيرة لتأجيج الفتنة واستهداف الرموز الدينية للأقليات في البلاد.
وقال المرصد إن هذا الهجوم "يأتي في سياق محاولات مستمرة من قبل تنظيمات متشددة لتأجيج الصراع الطائفي"، محذرًا من الانجرار وراء مثل هذه الاستفزازات التي تهدد ما تبقى من النسيج الاجتماعي السوري، لا سيما في المناطق المختلطة والطائفية الحساسة.
ويُعد مقام الشيخ عبدالله من أبرز المعالم الدينية والروحية لدى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، ويُنسب إلى أحد المتصوّفة والوجهاء المعروفين في تاريخ المنطقة، وقد ظل محجًا دينيًا لزوار دروز من مختلف المناطق لعقود، قبل أن يتعرض للإهمال في السنوات الأخيرة نتيجة النزاع المستمر في البلاد.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية هدوءًا نسبيًا، بعد أسبوع دامٍ ارتفع خلاله عدد القتلى إلى 1120 شخصًا، بحسب آخر إحصاءات المرصد، بينهم مدنيون ومسلحون من أبناء الطائفة، بينما سقط 354 قتيلًا من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، إلى جانب 21 قتيلًا من أبناء العشائر.
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، السبت، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في السويداء، دخل حيّز التنفيذ صباح الأحد، وجرى بموجبه انتشار وحدات من قوى الأمن الداخلي، بالتوازي مع انسحاب مقاتلي العشائر من بعض مناطق التماس.