أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، يوم السبت، أن العلاقات الروسية الغربية دخلت في "حرب باردة جديدة"، مشيراً إلى أنه من شأن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا أن يعيد الأمور إلى طبيعتها.
وقال مدفيديف خلا مؤتمر الأمن في ميونيخ: "يمكن قول الأمور بشكل اوضح: انزلقنا الى مرحلة حرب باردة جديدة"، مضيفاً أن "ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة لحلف شمال الاطلسي حيال روسيا".
وأضاف "يقومون بتصوير أفلام تثير الرعب يستخدم فيها الروس السلاح النووي. في بعض الاحيان يسودني الشك: هل نحن في العام 2016 أم في 1962 ؟"
وأشار إلى أن "السياسيين الأوروبيين اعتقدوا أن إقامة حزام مزعوم من الاصدقاء على حدود الاتحاد الاوروبي يشكل ضمانة امنية. ما هي النتيجة؟ ليس هناك حزام من الاصدقاء بل حزام إقصاء".
وتابع مدفيديف أن "بناء الثقة صعب (...) لكن علينا ان نبدأ. مواقفنا مختلفة لكنها ليست بدرجة الاختلاف التي كانت عليها قبل اربعين عاما عندما كان هناك جدار في اوروبا".
ولفت الإنتباه إلى أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى إعادة الأمور إلى طبيعتها في سوريا.
وقال: "أريد أن أؤكد على أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة سيكون ضروريا.. وأعني المنتظم.. أي اليومي"، مضيفاً أنه "لا يرى أي داع لإخافة الجميع بعملية برية في سوريا".
ورفض رئيس الوزراء الروسي اتهامات بأن قوات بلاده تقصف المدنيين في سوريا قائلاً إن "ذلك غير صحيح بكل بساطة".
وأضاف بعد لحظات من تصريح رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس بوجوب أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين: "لا يوجد دليل على أننا نقصف مدنيين على الرغم من أن الجميع يتهموننا بذلك."
وتابع أن "روسيا لا تحاول تحقيق أغراض سرية في سوريا.. بل نحاول أن نحمي مصالحنا الوطنية وحسب"، مشيراً إلى أن موسكو تريد منع المتشددين من الوصول إلى روسيا.
وذكر مدفيديف أن الاتفاقات حول سوريا "تتعلق بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2254 ، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين وتحديد شروط الهدنة. وطبعا من دون أن يشمل ذلك الجماعات الإرهابية".
وأشار إلى أن روسيا "تواصل العمل الدؤوب من أجل تنفيذ المبادرات السلمية المشتركة لحل الأزمة السورية"، مشدداً على "أهمية المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وعدم السماح بتفككها على اساس عرقي وطائفي".
كما أكد رئيس الوزراء الروسي أنه "من غير المقبول بتاتا فرض اي شروط مسبقة للتسوية السياسية بين الحكومة والمعارضة في سوريا".