وكانت الثالثة ثابتة.. واستلحقت القوة الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة انتشارها الجزئي السابق في معقل الفلسطيني المطلوب بلال بدر في حي الطيري، بتعزيز عديدها وتموضعت في ثلاث نقاط في عمق الحي المذكور.
في الانتشار الأول في السابع من نيسان الماضي، اشعل اعتداء بلال بدر ومجموعته على القوة المشتركة لحظة انتشارها في منطقة سوق الخضار اشتباكات استمرت خمسة ايام واوقعت ستة قتلى وعشرات الجرحى وألحقت دمارا كبيرا واضرارا في البيوت والممتلكات، قبل ان يفرض الاجماع الفلسطيني سلسلة قرارات تقضي باعتبار بدر مطلوبا يجب توقيفه حيث وجد وتفكيك مربعه الأمني في الطيري وانهاء حالته ونشر القوة المشتركة داخل معقل بدر أي الحي نفسه.
توارى بدر بعض الوقت ودخل بعض عديد القوة المشتركة في 12 نيسان، تاريخ الانتشار الثاني، الى حي الطيري دون ان تتموضع فيه، واقتصر الانتشار «الجزئي» حينها على عناصر من بعض القوى الاسلامية حصرا، فيما تمركز عناصر فتح في منطقة حي الصحون المشرفة على الطيري.
أيام مرت وظهر بدر ومجموعته في الطيري بالتزامن مع معلومات عن تحصين نفسه امنيا كسعيه للحصول على مزيد من الأسلحة ومحاولته تركيب كاميرات مراقبة، في وقت كانت وتيرة الضغط الشعبي تتصاعد على القوى الفلسطينية من اجل تأمين عودة الأهالي المتضررين الى بيوتهم وتأمين التعويضات اللازمة لهم ليتمكنوا من اعادة البناء او الترميم.
يوم الاثنين الماضي اقرت القيادة السياسية الفلسطينية المركزية اقتراحاً قضى بزيادة عديد القوة المشتركة 59 عنصرا اضافيا لتصبح 150 وأوصت بانتشارها سريعا في حي الطيري مؤكدة مقررات الاجماع الفلسطيني في اعقاب الاشتباكات الأخيرة وترك تحديد آلية الانتشار وموعده للقيادة السياسية الفلسطينية في منطقة صيدا التي صادقت على القرار الأربعاء واخرت بعض المعوقات التقنية التنفيذ الى مساء امس الأحد، حيث انتشر 50 عنصرا من القوة المشتركة في عمق حي الطيري فعززوا القوة التي انتشرت سابقا عند مداخله وتمركزوا في ثلاث نقاط داخل الحي المذكور تعتبر مفاصل رئيسية لشوارعه دون ان تسجل اية اشكالات، بالتزامن مع الانتشار الذي سبقته سلسلة شائعات عن شروط يفرضها بلال بدر تردد انها كانت تحول دون تنفيذ هذه الخطوة قبل ان يتبين عدم صحتها. ولم يعرف بعد مصير بلال بدر في اعقاب الانتشار الجديد وما اذا كان بقي في حي الطيري او غادره.
وعلمت «المستقبل» ان عدة لقاءات ماراثونية سبقت ساعة الصفر ومهدت لبدء اعادة الانتشار والتمركز الهادئ في الطيري بين «الشباب المسلم» الذين كانوا يتفاوضون مع بلال بدر، والقوى الاسلامية ولا سيما الحركة المجاهدة وعصبة الأنصار اللتين كانتا تتواصلان بدورهما مع باقي الفصائل ولا سيما فتح وحماس خاصة وان القوة التي تقرر ان تتمركز في الطيري جاءت هذه المرة معززة من مختلف الأطياف بمن فيها فصائل منظمة التحرير.
عضو القيادة السياسية الفلسطينية ومسؤول الجبهة الديمقراطية فؤاد عثمان قال لـ«المستقبل» ان ما جرى هو تعزيز للقوة المشتركة بخمسين عنصرا اضافيا من القوى الفلسطينية مجتمعة (فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية وانصار الله) وان هذه الخطوة تمت بهدوء واتخذت القوة نقاط ارتكاز رئيسية لها في ثلاث اماكن (بيت كعبوش، بيت ام قاسم حجير ونقطة مبنى يقع فيه حزب التحرير).