الأربعاء 3 أيار 2017 12:56 م

المفاوضات مع بلال بدر انتهت بالفشل والآتي أعظم


لا ينام "مخيم عين الحلوة" على هم عتيق ويعيش معظم لياليه على وقع انفجار القنابل اليدوية والجولات العسكرية بين "فتح" ومجموعات العقيد محمود عيسى الملقب "باللينو" من جهة والتنظيمات الاسلامية التكفيرية من جهة اخرى التي توحدت تحت راية "الشباب المسلم" من جهة اخرى، ما استدعى قيام ما يسمى القوة الامنية المشتركة بقيادة العقيد بسام المسعد لفرض الاستقرار في عاصمة الشتات الا ان القوة المذكورة المؤلفة من 100 عنصر فشلت في المعركة الاخيرة ولم تستطع حسم الامر في منطقة الطيري المربع الامني الذي يقع تحت نفوذ الارهابي بلال بدر ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول ما يجري في المخيم المذكور وهل يتعلق الامر بسوء تقدير من قيادة "فتح" ام ان ما يدبر للمخيم يتعدى ذلك الى محيطه وخاصة الطريق الساحلي لمنطقة الجنوب بأبعاده المذهبية والدولية من خلال تواجد قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان وفق اوساط فلسطينية ميدانية.
منذ اكثر من 3 سنوات والمخيم المذكور يعيش وهم القوة الامنية المشتركة التي ترأسها اللواء منير المقدح من دون ان تحقق اي انجاز يريح "عين الحلوة" من جهة ومتطلبات الجيش اللبناني لضمان الامن والاستقرار في المخيم والجوار وتسليم المطلوبين للعدالة، لا بل كانت سبباً للعديد من النزاعات التي ادت بالجيش اللبناني لاخذ قرار ببناء الجدار وابراج المراقبة حول المخيم والذي تم تجميد عملية البناء لفترة مقابل تعهد الفصائل والقوة الامنية باقتراح منظومة امنية لضمان الامن في المخيم والتي قدمت بالفعل وتم رفضها من قبل الجيش اللبناني لانها لا تلبي الحد الادنى من متطلبات الامن الحقيقي والتي ظهر بشكل واضح هدف المنظومة الامنية وهو شراء الوقت للهروب من تحمل المسؤولية، بدأ بانسحاب حركة "فتح" من القوة الامنية واستقالة اللواء المقدح منها ليصبح المخيم بدون مرجعية امنية.
وتضيف الاوساط نفسها ان تشكيل القوة الامنية المشتركة بقيادة العقيد السعد وقوامها 100 عنصر رافق ذلك توقيع الفصائل على وثيقة تفاهم لانتشارها في جميع قواطع المخيم وخاصة تلك الدائمة التوتر كقاطع الطيري الخاضع لنفوذ بدر، الا انه عشية انتشار القوة المذكورة وفق المعلومات ان ابو عامر المسؤول الامني في حركة "حماس" طلب من بلال بدر منع القوة من الانتشار بهدف افشالها وقد ارسلت "حماس" دعماً تسليحياً لبدر لاستهداف القوة المشتركة وقصف منزل "اللينو" بالمدفعية وقد علمت "فتح" بذلك ما دفعها للتواصل مع "اللينو" لمواجهة الامر وقد كان الاتفاق ان تنتشر مجموعات من "فتح" ومن التيار الاصلاحي بشكل خفي ليكون عنصر المفاجأة لصالحهم، ويبدو ان بدر عرف بالامر  فما كان من القيادة الفتحاوية الا ان ارسلت وفداً للتفاوض معه، حيث بادر الى طلب مبلغ 30 الف دولار دفعة فورية و6 الاف شهرياً واعتماد 20 عنصراً من مجموعته في ملاك القوة الامنية المشتركة واخراج عناصر "فتح" منها في منطقته وان تقتصر على عناصر القوى الاسلامية وانصار الله، وقد اجرى عضو القيادة السياسية ممثل جبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف هذه المفاوضات معه علماً انه خال المذكور وقد حضرعملية التفاوض رامي ورد ممثلاً عن "الشباب المسلم" وبالفعل ارسل له منذر حمزة شيكاً بمبلغ 20 الف دولار مع رامي ورد وكادوا ان يصلوا الى اتفاق الى ان جاءه اتصال من ابو عامر طالباً منه رفض الاتفاق وكذلك طلب من ورد الانسحاب من الوساطة فما كان من بدر الا رفض الاتفاق واصر على تنفيذ شروطه كاملة للسماح للقوة الامنية بالانتشار ما يعني ان ما جرى وما سيجري في "عين الحلوة" صراع بين حركة "فتح" و"حماس" وانعكاس للواقع الفلسطيني في الضفة حيث تسيطر السلطة الفلسطينية وقطاع غزة الخاضع لنفوذ "حماس"، وما تؤكده الاوساط نفسها ان القاء 7 قنابل ليل الاول من امس في احياء "عين الحلوة" هو مقدمة للآتي الاعظم وليس ببعيد ان ينزلق المخيم المذكور ليكون "يرموك" آخر لا سيما اون المعنيين يعلمون تماماً دور "حماس" في مصر وكيفية ايصالها محمد مرسي الرئيس المخلوع الى رئاستها، لا سيما ان المعلومات تشير الى عودة بدر الى الطيري مدعوماً بكافة قوى التكفير الاسلامية.

المصدر :الديار- اسكندر شاهين