استهل الرئيس سعد الحريري، خطابه في البيال، بتأكيد البقاء على نهج والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري "ولو كره الكارهون".
وأكدّ الحريري في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري أن يريد وضع حد للفراغ في الرئاسة ووضع حدّ للتدهور، والعمل على تحسين وضع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعيشي، وحماية النظام والسلم الأهلي، موضحاً ان محاولاتهم بدأت "بالدكتور سمير جعجع، مرشّحنا ومرشح 14 آذار. نزلنا إلى الجلسة وكل جلسة، 35 مرة، من دون نتيجة، وبقي الفراغ. في هذه الأثناء، طرحت داخل 14 آذار، فكرة أنه إذا لاقى الرئيس أمين الجميل قبولا من قوى 8 آذار أو من أي طرف في 8 آذار، يسحب الدكتور جعجع ترشيحه لمصلحته. هذا الأمر لم يحصل وبقي الفراغ. قبل ذلك، كنا قد فتحنا حوارا مع العماد ميشال عون، وكانت نتيجته تشكيل حكومة جديدة. لكننا لم نتوصّل لنتيجة بملف رئاسة الجمهورية، ولم نرشح العماد عون، بعكس ما يقول البعض اليوم، ولا حتّى وعدناه بتأييد ترشيحه، وبقي الفراغ"، وتابع: "من الأربعة، لم يبق إلا الوزير سليمان فرنجية. ونعم، بعد سنة ونصف من الفراغ، وبعدما رفض كل الأطراف، حلفاء وخصوم، تبنّي مرشح توافقي من خارج الأربعة الذين تعاهدوا فيما بينهم في بكركي، فتحنا حوارا مع الوزير فرنجية. التقيت الوزير فرنجية في باريس، وتوصّلنا معه لتفاهم. هذا التفاهم سمعتموه منه كما هو في مقابلته التلفزيونية، كل ما قيل عندي في البيت كما هو، قاله الوزير فرنجية على التلفزيون: الهدف هو إنهاء الفراغ، ووضع حدّ للتدهور، والعمل على تحسين وضع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعيشي، وحماية النظام والسلم الأهلي".
ورأى الحريري أن هذه الخطوة "أرغمت الجميع على إعادة وضع إنهاء الفراغ الرئاسي، خطوة أدّت بحلفائنا القوات اللبنانية لأن يتوصلوا بعد 28 سنة، لمصالحة تاريخية مع التيار الوطني الحر، نحن كنّا أوّل الداعين وأكثر المرحبين بهذه المصالحة. وليتها حصلت قبل زمن بعيد، كم كانت وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان! خطوة أدّت بالدكتور جعجع أن يقرر الانسحاب من السباق ويعلن الجنرال عون مرشح القوات اللبنانية لرئاسة الجمهورية"، وقال: "لدينا دستور ونظام ديمقراطي يقول: تفضّلوا إلى مجلس النواب. تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ".
وشدّد على أن "الوفاء الأصلي هو الوفاء للبنان، ونحن فخورون أنه ليس لدينا أي دور إقليمي، ليس لدينا أي دور بالدم السوري، وليس لدينا أي دور بالدم العراقي وليس لدينا أي دور بالدم اليمني. هذه تهمة مقبولة وبفخر. نحن على رأس السطح ليس لدينا دور إلا بالاعتدال، وبالحوار وبالبحث عن الحلول في لبنان وفي الوطن العربي". وكرر: "نحن عند التزامنا، وعندما نعطي التزاماً، نسير فيه حتى النهاية. نحن صادقون، نريد رئيسا للجمهورية، ونريد أن نتخلص من الفراغ ودفعنا الثمن داخلياً وخارجياً. وسيرى الجميع، أن الحق مع رفيق الحريري، واليوم أكثر: "ما حدا أكبر من بلدو".
وعن 14 آذار، قال: "يعزّ عليّ، وعلى الأخوة والأخوات في تيار المستقبل، أن يأتي هذا اليوم، وسط مناخات غير مستقرة بين قوى ١٤ آذار، وأن تتقدّم التباينات في وجهات النظر، على الثوابت التي نلتقي حولها. وهذه مناسبة لدعوة قوى ١٤ آذار، وفي طليعتها تيار المستقبل، للقيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية، يمكن أن تتولّى الأمانة العامة تحريكها والعمل عليها، لتتناول كافة جوانب العلاقة بين قوى انتفاضة الاستقلال، بهدف حماية هذه التجربة الاستثنائية في حياة لبنان. مصير لبنان في يدنا نحن، ولبنان سيُحكم من لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكانٍ آخر"، مشدداً "لبنان لن يكون تحت أي ظرف من الظروف ولايةً إيرانية".
وفي الختام، دعا الرئيس الحريري جميع قادة قوى 14 آذار للصعود إلى المنصة لالتقاط صورة جماعية بالمناسبة تعبيرا عن وحدة 14 آذار.
ومن ثمّ توجّه الحريري لزيارة ضريح والده في وسط بيروت حيث قرأ سورة الفاتحة عن روحه. ثم انتقل إلى أضرحة رفاق الشهيد.