الخميس 4 أيار 2017 13:44 م

تفاصيل الثواني الأربعين التي أوقعت "التوملّي" بشباك المجوقل


أكثر من ناجحة جاءت العملية الخاطفة التي نفذها فوج المجوقل في عرسال بهدف إلقاء القبض على أحد كبار الإرهابيين، وهو عمر حميّد الملقّب بـ"عمر التوملّي". أكثر من ناجحة لأن العملية إنتهت على خير ومن دون تسجيل ولو إصابة بشرية واحدة في صفوف القوة التي نفذت أوامر قيادتها، وأكثر من ناجحة أيضاً لأنها هدفها تحقق، "كل ذلك بما لا يزيد عن أربعين ثانية فقط " يقول مصدر عسكري بارز.

أما تفاصيل العملية، فيرويها المصدر المذكور على الشكل التالي: بعد ورود معلومات تفيد بأن المطلوب عمر حميّد عاد بعد تواريه عن الأنظار لسنوات الى مكان إقامته في محلة وادي سويد العرسالية، وهو أحد المشاركين الرئيسيين في الاعتداء على دورية عسكرية في بلدة عرسال بتاريخ 1 /2 /2013، ما أدى إلى استشهاد الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان، بدأت عمليات الرصد والمراقبة منذ أكثر من أسبوع. وبعد التأكد من وجود الهدف في المكان المراقب، كان التركيز على أن يكون توقيت تنفيذ العملية في الوقت الذي يخرج فيه من منزله لسببين: السبب الأول لعدم إثارة بلبلة في المنزل ومحيطه ونسف إحتمال أن يصاب أحد أفراد عائلته خلال المداهمة، والسبب الثاني لأن منزل المطلوب مجهز بخنادق قد تسمح له بالهرب فور شعوره بأي حركة أمنية. لكل ما تقدّم كان القرار بتنفيذ العملية فور خروجه من منزله، وهكذا حصل. فطيلة اليومين الفائتين، لم يترك عناصر فوج المجوقل لا في الليل ولا في النهار، التلة الترابية المتاخمة لمنزل حميّد، بهدف المراقبة وانتظار لحظة التنفيذ، وما إن رصد وهو ينتقل من منزله الى محل البيلياردو الذي يملكه في المحلّة، حتى إقتحمت الدورية المحل وأوقفته بعدما حاول إطلاق النار عليها من مسدسه، الأمر الذي دفع أحد العسكريين الى معاملته بالمثل عبر رصاصة أصابت رجله إصابة طفيفة.

هي ليست العملية النوعية الأولى التي ينفذها فوج المجوقل في عرسال بنجاح ولن تكون الأخيرة، فقبل عمر حميّد، الذي تبين أنه شقيق الإرهابية جمانه حميّد التي خرجت من السجن بصفقة العسكريين الذين خطفتهم جبهة النصرة في آب من العام 2014، وذلك بعد توقيفها في اللبوة وهي تنقل سيارةً مفخخة للإرهابي نعيم عباس، نفّذ الفوج وبدقيقة وسبعة وخمسين ثانية فقط، مداهمة الإرهابي الخطير سامي الأطرش الذي سطع نجمه في ملف السيارات المفخخة، وقتل خلال عملية الدهم في آذار من العام 2014 بعدما أطلق النار على الدورية.

عمليات تحاط عادة بالسرية التامة قبل التنفيذ نظراً الى خطورة المطلوبين الملاحقين فيها، ومنعاً لإحداث أي بلبلة أمنية في بلدة عرسال، التي إعترف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مراراً وتكراراً بأنها محتلّة من قبل المجموعات الإرهابية التي يتمركز مسلحوها في الجرود، ويتغلغل البعض منهم بين المنازل التي تأويهم وفي مخيمات النازحين السوريين المنتشرة داخل البلدة، وجرودها.

المصدر :مارون ناصيف - النشرة