في انتظار ترحيل النفايات، يستمر الرمي العشوائي أو تهريب الشاحنات إلى أكثر من منطقة في جنوب لبنان. وأخيرا أثار اندلاع حريق في شاحنة محملة بالنفايات المهربة، كانت متجهة إلى أحد المكبات العشوائية في ساحل الزهراني، ضجة واسعة، وقلقا لدى أهالي المنطقة من أن يكون هناك صفقات يجري العمل عليها في السر، لتمرير شاحنات محملة بأطنان من النفايات وإدخالها إلى الجنوب ورميها في مكبات المنطقة بشكل عشوائي، وذلك على اعتبار أن المناطق المستهدفة هي من الدرجة الثانية.
في هذا السياق، يؤكد رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر أنه «في صباح يوم السبت الماضي، رصدت شرطة الاتحاد شاحنة تحترق على اوتوستراد الزهراني، فاستعانت بعناصر من الدفاع المدني لإخماد الحريق، كما تم الاتصال بالجهات الأمنية المختصة إذ حضر النقيب قاسم زبيب وحجز على الآلية، التي كانت مغطاة بالأتربة وفوقها شادر للتمويه، وحاول صاحب الشاحنة ويدعى ش.رشيد، الإيحاء بأنه ينقل الأتربة لاستعمالها في عمليات ردم في منطقة صور، وأنه قادم من بيروت بحمولته لقاء مبلغ 500 دولار، لكن اتضح بعد الاقتراب من الشاحنة، أنها محملة بكميات من النفايات المهرّبة».
ويوضح مطر أن شرطة الاتحاد رصدت في وقت سابق شاحنات أخرى محملة بالنفايات ومموهة بالطريقة نفسها، وان مصدرها جونية، وتم الحجز عليها»، مشيرا إلى أن «هناك شاحنات تقوم بتهريب النفايات بشكل شبه يومي، منها يتمكن من المرور، وأخرى يتم حجزها، ومن ثم تتم عملية تسوية معينة وينتهي الموضوع». يضيف: «للأسف أصبحنا اليوم في حاجة إلى حاجز للقوى الأمنية على اوتوستراد الزهراني وكلاب مدربة، لتفتيش الشاحنات المحملة، لأن الجنوب ليس درجة ثانية ولا ثالثة لرمي نفايات المناطق الأخرى في أراضيه. يكفيه ما لحقه من تلوث من جراء القصف الإسرائيلي». ويشدد مطر على أن «منطقة الجنوب ليست مكبا عشوائيا للنفايات (منشيلها من عنا ومنكبها ع غيرنا)، نحن وأبناؤنا من يدفع الثمن، وما يحصل أشبه بالعنصرية المناطقية، كان هناك محاولات في السابق لاستعمال منطقة ساحل الزهراني كمكب من قبل أحد نواب المنطقة، لكننا رفضنا الأمر، وطلبنا إعادة تحميل النفايات وإخراجها من منطقتنا».
وكان حريق اندلع في شاحنة كبيرة يقودها ش.رشيد وتحمل اللوحة 359659 قرابة العاشرة من صباح السبت، وكانت تسير على أوتوستراد البيسارية ـ الزهراني.
وعملت عناصر من الدفاع المدني في مركز الصرفند على إخماد الحريق ولم يسجل أي إصابات كما تم تسليم الشاحنة للجهات الأمنية المختصة.