الأحد 7 أيار 2017 09:56 ص

"محمد" غادر بلدته.. وعاد عريسا الى جوار ربه


في كل يوم نستفيق على أخبار مفجعة تشعل قلوبنا حزنا على شبان يرحلون فجأة، تاركين خلفهم أمهات ثكالى يندبن شبانا في ريعان العمر.

وها هو صباح اليوم، أطل على بلدة "تمنين التحتا البقاعية" بثوب أسود أفجع أهلها وصدم شبابها، الذين خسروا أعز أصدقائهم.

فلم يكن الشاب "محمد علي الخطيب" ابن الـ 26 عامًا، يعلم أنه اليوم الأخير له في سلوك طريق البقاع نحو الجنوب، مركز عمله في الـ "UN"، تلك الوظيفة التي اتنظرها وحصل عليها منذ شهرين لتنتشله من البطالة المتفشية في منطقة بعلبك.

ولم تكن والدة محمد، الموجودة في بيروت لمتابعة علاجها، تعلم أن اتصالا هاتفيا لإخبارها بأن زوجها قد تعرّض لحادث وهو بخير سيدفعها للمجيء سريعًا إلى القرية لتجد ولدها الصغير جثة هامدة، وزوجها المفجوع يبكيه حرقة.

وفي تفاصيل الحادث ان محمد كان متوجها كما كل يوم إلى عمله في الجنوب، بـ"فان" حيث جلس الى جانب السائق، وفي محلة شتورا وقع الحادث بعد أن اصطدم "رانج" بالفان الذي انقلب من هول الضربة ليستقر على الجانب حيث كان يجلس "محمد"، ما أدى الى وفاته، فيما أصيب باقي الركاب بجروح.

رحل محمد باكرًا ، وودعته بلدته اليوم ورفاقه، ورحلت معه ذكريات ستبقى موجودة في قلب والدته، وعقل رفاقه.

بالأمس أحد الشبان، واليوم محمد، وغدًا قد يكون آخر. حوادث سير متكررة بشكل يومي، وقاتلة باتت تثقل قلوبنا حزنًا... فلترأف الناس بحالها ولتأخذ الحيطة والحذر اثناء قيادتها.

 

 

 

المصدر : جنوبيات