الأحد 7 أيار 2017 10:41 ص

اللواء إبراهيم من عين إبل: المطلوب من التعليم تخريج طلاب لاطائفيين محصنين بالحرية واحترام الآخر


* جنوبيات

رعى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم احتفال تكريم الطلاب الثانويين في ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في عين ابل - قضاء بنت جبيل، في حضور راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، ممثل راعي أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك الأب يوسف خيرالله، قائمقام بنت جبيل خليل دبوق، قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال فرنشيسكو أوللا، قائد مخابرات صور العقيد ناصر همام، رئيس الدائرة الثانية في أمن عام الجنوب الرائد علي حلاوي، العقيد في الأمن العام فوزي شمعون وعدد من رؤساء مراكز الأمن العام، رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس وممثلي أجهزة أمنية وعسكرية وأعضاء مجالس بلدية وهيئات تربوية واجتماعية وذوي الطلاب وعدد من الاهالي.

بعد دخول الطلاب والنشيد الوطني وكلمة للمربي سامي العلم، ألقى ابراهيم كلمة حيا في مقدمها بلدة عين ابل وقال: "التحية الأسبق إلى عين إبل ضحية الصراعات والاعتداءات يوم صار الجنوب نهبا وساحة للصراعات الكبرى. عين إبل الصابرة على نزف ألصمود والشاهدة بالعين المجردة على حقد الصهيونية عند حدود فلسطين المحتلة، عين إبل بلدة بطريرك جبل عامل، كاردينال التعايش والتسامح، الرافض لعبث السلاح ومشاريع الاقتتال الأهلي، عنيت البطريرك الكاردينال مار انطونيوس بطرس خريش صاحب الضمير الاستثنائي، وايضا صاحب "الطيبة الذكية"، على ما وصفه الشاعر الكبير سعيد عقل، عين إبل التي يحتضن ترابها مطران المحبة والوصال، المطران مارون صادر صديق الإمام المغيب موسى الصدر، وصديق العلامة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، وهو المطران المحرض الأول والأشجع على وجوب ان تحتضن المدارس الكاثوليكية طلابا من غير المسيحيين، لأنه كان صادقا في إيمانه ومؤمنا بأن الله نور ومحبة".

أضاف: "إلى ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين التي تدرس تلامذتها في كتاب المحبة لأن لبنان هو خزان التعددية الحضارية والدينية والثقافية وهو وطن الرسالة والتفاعل الخلاق، ولن يكون ابدا مأوى للتكفير والتعصب والإرهاب، كل الحب والاحترام للثانوية ولكم جميعا. ويكفي راهبات القلبين الأقدسين فخرا ان القديسة رفقا بدأت حياتها الرهبانية في جمعية المريمات، التي تحولت لاحقا الى رهبانية قلبي يسوع ومريم الاقدسين، اقامت وعلمت في مؤسساتها التربوية في بكفيا ودير القمر وغزير ومعاد. منذ قامت كانت ثقافة التربية مقرونة بثقافة الحوار والانفتاح رفضا لهمجية الغرائز التي تجتاح العالم القريب والبعيد، وتلتحف الدين غطاء لتغذية الكراهية والتمييز".

وتابع: "أفضل ما في ثانوية القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في عين إبل انها صرح تربوي تعليمي جاد، يشكل حاضنة لأمل مشرق، ففيها ألف طالب هم ألف أمل وحلم بمستقبل افضل للبنان العيش المشترك، البعيد من كل افتعال ترتكبه السياسة اللبنانية وتقاليدها، لأن الاختلاط فيها لا يعرف توازنات، ولا يقف عند عدد وغلبة لعديد من هذا الدين أو من ذاك الجنسية، فصارت عن حق خط الضوء من حولا إلى علما الشعب ولطالما كانت احدى ثروات لبنان في قدرته الاستثنائية على انتاج الطاقات المتعلمة، وكان هذا على الدوام نتاجا لجناحي التعليم الخاص والرسمي، إذ ان كليهما رفع اسم لبنان في اصقاع الأرض وجعله حاضرا بين الأمم. ويسجل للتعليم الخاص تقدمه في مجالات تنمية المواهب، وترشيد المناهج ليكون التعليم فضاء للابداع لا ميدانا للحشو العشوائي المجهد، ولكونه يشرك الأهل في وضع الخطط وصوغ البرامج، لكن هذا لا يعفينا من الالحاح والعمل على تطوير التعليم الرسمي للحاجة إليه في مساعدة ذوي الدخل المحدود والتخفيف عنهم، فلا يكفي ان يكون للفقراء ملكوت السموات فقط، فلهؤلاء الحق في العيش اعزاء على الأرض، ولهم الحق ايضا في ان يروا ابناءهم وقد تألقوا في ميادين الفكر والعلم والاقتصاد والادارة، ما يساعد طبقة المهمشين ويرفع من مستويات العيش ورفاهيته".

وقال: "صار لزاما التفكير في كيفية التخلص من البرامج التعليمية الكلاسيكية والتقليدية القائمة على التلقين والحفظ، وليس صحيحا ان المشكلة في أساتذة التعليم الرسمي، فهؤلاء كأقرانهم وزملائهم في التعليم الخاص، حملة إجازات جامعية حازوها بالجهد والسهر والعرق، لكن المشكلة في ما يلزمون على تعليمه، فالمدارس الرسمية معنية بتفعيل الجوانب التعليمية. كما ان المطلوب من التعليمين الخاص والرسمي ان يخرجا طلابا لبنانيين لا طائفيين، محصنين بالحرية القائمة على الحق في الاختلاف والتنوع، واحترام حرية الآخر وحقوقه وكرامته".

أضاف: "أتوجه بالتحية الى الاخوات في الرهبانية المارونية الجليلة اللواتي يقمن على ادارة المدارس بكل تفان وإخلاص وخدمة التلامذة، واخص الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق، فإنني أشد على اياديكن لمتابعة الرسالة، فأنتن على مثل يوحنا المعمدان ومثاله لأنكن بالعلم تنشرن النور. نحن نعيش في منطقة من العالم تزداد خطورة وبؤسا جراء الحقد وشحن النفوس، واستنفار العصبيات، وارتفاع معدلات الأمية والايتام والثكالى بالتوازي مع سيادة عالم محكوم بالمصالح والفساد والتسلط. كلنا مدعوون الى العمل في حقل الرب لصالح الانسانية، ليكون لنا مجتمع حضاري مبني على القيم والاخلاق، يرتكز على دولة تحترم مواطنيها، لا سيما الشباب منهم، تؤمن لهم الامن والامان والعمل والعيش الكريم، وتطبق العدل على الجميع".

وشكر "الاخت جوزفين نصر مديرة الثانوية والاخوات وكل من ساهم في إنجاح الاحتفال التربوي الثقافي المميز، وأتمنى للثانوية وإدارتها والهيئة التعليمية ولجنة الاهل والتلامذة والعاملين فيها، الارتقاء الى اعلى درجات التقدم والتطور في سبيل رعاية الطفل وتربيته على المثل العليا، وتأهيله لينطلق الى المرحلة الجامعية، محصنا بالعلم والمعرفة".

وقال: "لأن ما تقوم به المؤسسات التعليمية في مراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، هو المدماك الاساسي في عملية صقل الطفل معنويا واخلاقيا وتربويا، وهذا الامر يوازي ما تقوم به الاجهزة الامنية لأنه يساهم في امتناع الشباب والشابات عن ارتكاب الجرائم والابتعاد عن ممارسة الآفات الاجتماعية السيئة والمقلقة، او الجنوح الى الاعمال المؤذية لهم ولمواطنيهم كل ذلك يساعد في رفع نسبة الامنين الوطني والاجتماعي ونحن في امس الحاجة اليهما في هذه الظروف التي يمر بها وطننا ومنطقتنا".

وختم ابراهيم: "وأنا أوزع الشهادات على التلامذة الأحباء أمل المستقبل، أشعر بالفخر والاعتزاز وادعوهم الى العمل بهدي ما نهلوه من قيم جمالية، وما كسبوه من علم ومعرفة ليكونوا رسل محبة وسلام ووئام في وطنهم وبين اهلهم".

نصر
وألقت مديرة الثانوية الأخت جوزفين نصر كلمة شكرت في مستهلها صاحب الرعاية، ونوهت "بدور ابراهيم في استتباب الأمن وترسيخ الأمان على مساحة الوطن"، وقالت: "نجتمع اليوم والفرحة فرحتان، الفرحة الأولى هو موعد قطاف مواسم الجنى، يوم يعبر فيه تلامذتنا من المرحلة الثانوية الى مرحلة التحصيل الجامعي الى بداية أمل منشود لا يثنيه حذر، والفرحة الثانية هو حضور سعادة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المحترم، الذي لبى دعوتنا ورعى احتفالنا ويشاركنا بهجتنا، وقد وفانا اليوم بسيف الشرف والتضحية والوفاء وفي شخصه من الصفات والشمائل جليلها وجميلها، وهو رجل الحزم والعزم، رجل المهام الجسام، رجل الأمان والسلام والحكمة".

أضافت: "همه الوحيد خدمة الحقيقة والدفاع عنها دفاعا مستميتا من غير إدعاء وانحياز ومكابرة وانجراف، بل حبا لا حد له للبنان. هو رمز للأمل ونور يتألق في سماء لبنان ويأخذ بالأعين والقلوب، فلكم منا أسمى التحيات".

وتوجهت الى الطلاب: "اتخذتم عنوانا لتخرجكم الطريق نحو النجوم فلا عجب من ذلك، لأنكم طيلة مسيرتكم الدراسية كنتم نجوما صغيرة متلألئة بالأخلاق الحسنة والنتائج المميزة وبالإنسان ولبنان".

بعد ذلك تبادل ابراهيم ونصر الدروع التكريمية، ثم وزعت الشهادات على الطلاب المحتفى بهم. 

المصدر : جنوبيات