محطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح أمس (الثلاثاء) كانت في بيت لحم، تلبية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة حملت الكثير من الدلالات.
وأكّد الرئيس عباس "الموقف الفلسطيني باعتماد حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967"، فيما أشار الرئيس ترامب إلى "القيام بكل ما في الإمكان من أجل التوصّل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، دون أن يتطرق إلى حل الدولتين.
ويتوقع الكثير من المراقبين أن الرئيس الأميركي بإمكانية الضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لتحقيق السلام، مقابل تقديم مساعدات للكيان الإسرائيلي.
وأبلغ الرئيس الفلسطيني نظيره الأميركي "العمل من أجل التوصّل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، فيما نقل الرئيس ترامب عن نتنياهو وعداً "بالشيء ذاته".
كما طلب منه بذل الجهد لإنهاء قضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
زيارة الرئيس الأميركي في محطتها الثالثة، أُقيمت خلالها مراسم استقبال رسمية عُزف فيها النشيدين الوطني الفلسطيني والأميركي، فيما رُفعت الإعلام الفلسطينية والأميركية وصور الرئيسين عباس وترامب، ولافتة ضخمة في مدينة بيت لحم كتب عليها بالانكليزية "مدينة السلام ترحب برجل السلام".
وقد اتخذت الشرطة الفلسطينية إجراءات أمنية مشددة في مدينة بيت لحم لتسهيل زيارة الرئيس الأميركي، الذي وصل قرابة العاشرة صباحاً إلى قصر الرئاسة الفلسطينية في بيت لحم، حيث عقد اجتماعاً والرئيس الفلسطيني.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك رحب الرئيس عباس بالرئيس ترامب، "في فلسطين، مهد السيد المسيح، والتي انطلقت فيها رسالة المحبة والسلام والتسامح إلى أرجاء العالم".
وقال: "إن لقائي بكم في البيت الأبيض مطلع الشهر، منحنا والشعب الفلسطيني وبعث الكثير من الأمل والطموح في إمكانية تحقيق حلم في ما طال انتظاره، ألا وهو السلام القائم على العدل، إن نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله هو مفتاح السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، حتى ينعم أطفال فلسطين وإسرائيل بمستقبل آمن مستقر مزدهر، نجدد التأكيد على التزامنا بالتعاون من أجل صنع السلام وعقد صفقة سلام تاريخية بيننا وبين الإسرائيليين، كما ونجدد التأكيد على استعدادنا على مواصلة العمل معكم كشركاء في محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم، وفي هذا السياق، أشيد بأهمية انعقاد القمة العربية الإسلامية الأميركية وما توصلت إليه من نتائج".
وكرر الرئيس عباس "موقفنا اعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار، وحل قضايا الوضع الدائم استناداً إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، واحترام الاتفاقيات الموقعة، الأمر الذي يمهد الطريق لتطبيق مبادرة السلام العربية، وفق ما تم إعادة التأكيد عليه في القمة العربية الأخيرة في الأردن".
وأضاف: "كما شاهدتم خلال زيارتكم التاريخية للأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة واليوم في بيت لحم، فإن الصراع ليس بين الأديان، فاحترام الأديان والرسل جزء أصيل من معتقداتنا ونحرص على فتح باب الحوار مع جيراننا الإسرائيليين بأطيافهم كافة، وذلك من أجل تعزيز الثقة وخلق فرصة حقيقية للسلام، مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين، وعلى قضية أسرانا الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر، على بعد أمتار من هنا بجوار كنيسة المهد وفي كل مكان في فلسطين، تعاني أمهات وعائلات الأسرى من عدم تمكينهم من زيارة أبنائهم، فمطالبهم إنسانية وعادلة، وإنني أطالب الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لهذه المطالب الإنسانية المشروعة".
وختم الرئيس عباس بالقول: "إن تحقيق السلام، سيفتح الأفق واسعاً أمام النهوض باقتصادنا واستكمال بناء مؤسساتنا الوطنية، على أساس سيادة القانون في ظل روح التسامح والتعايش، ونشر ثقافة السلام، ونبذ العنف والتحريض، وبناء الجسور بدلاً من الأسوار داخل أراضينا، ونتمنى أن يسجل التاريخ أن الرئيس دونالد ترامب، هو الرئيس الأميركي الذي حقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
من جهته، قال الرئيس ترامب: "إن الولايات المتحدة تتطلع للعمل مع الرئيس محمود عباس، من أجل تحقيق السلام والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وبناء جهود لمحاربة الإرهاب، وتحقيق السلام يجب أن يتم في بيئة خالية من العنف"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ستساعد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى حل دائم".
وأضاف: "بروح السلام أتينا لمدينة بيت لحم، مدينة السلام، وذلك من أجل العمل معاً في عالم يعمه السلام والتسامح، ونؤمن بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم تحقيق السلام".
وأبدى الرئيس الأميركي سعادته بحضور الرئيس عباس لقمة الرياض، والتي تعهد فيها المجتمعون بالقيام بخطوات لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف.
وبعد انتهاء زيارة الرئيس ترامب إلى بيت لحم، عاد إلى القدس، حيث زار نصب "ياد فاشيم" التذكاري للمحرقة النازية.
وتوجّه الرئيس الأميركي إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس.
وأجرى الرئيس عباس اتصالاً هاتفياً ببابا الفاتيكان فرنسيس، أطلعه خلاله على تفاصيل لقائه بالرئيس الأميركي، مؤكداً على "أهمية دور البابا من أجل تحقيق السلام في المنطقة".