استقبل مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله وفدا من جبهة التحرير الفلسطينية، برئاسة عضو المكتب السياسي للجبهة عباس الجمعة، حيث استعراض آخر التطورات الفلسطينية خصوصا واوضاع الانتفاضة والوضع في المنطقة وخدمات الاونروا.
واكد الجمعة ان الانتفاضة في فلسطين تشكل نقطة تحول هامة في مسار النضال وهي تحقق الكثير من الانجازات رغم الصمت الرسمي على المستويين العربي والدولي وصمت العالم تجاه ما ترتكبه حكومة الاحتلال من اعدامات يومية وميدانية بحق الشعب الفلسطيني، وهي انتفاضة ستتواصل رغم كل سياسات، لافتا ان دماء شهداء الانتفاضة تشكل شمعة مضيئة ونبراسا للكفاح الوطني.
وأضاف: لم يعد مفهوما في الساحة الفلسطينية استمرار الانقسام فيما انتفاضة القدس مستمرة، وهذا يجب ان يشكل دفعا قويا من خلال الحوارات الجارية ، وان لا تكون هذه الحوارات بديلا عن الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لمناقشة مجمل الأوضاع ورسم استراتيجية المرحلة المقبلة، ودعم الانتفاضة لتكون هي محور عملنا، وأن نوفر لها الحماية السياسية، وشروط الاستمرارية لتحقيق أهدافها، مشيرا أن أي اتفاقيات ثنائية تتعارض مع الاجماع الفلسطيني ليس لها أي مستقبل,
واشاد الجمعة بمواقف لبنان الشقيق وقواه الوطنية والاسلامية ، مثمنا مواقف دولة الرئيس نبيه بري وحركة امل وسماحة السيد حسن نصرالله وحزب الله بدعمهم للشعب الفلسطيني وانتفاضته.
ولفت الجمعة للاجراءات التي اتخذتها وكالة الاونروا بتقليص خدماتها على المستوى الصحي والتي اثرت بشكل واضح وتسببت بمآسي كبيرة على اكثر من مستوى ، معتبرا ان اصرار وكالة الاونروا على المضي في اجراءات تخفيض الخدمات خصوصا في مجالي الاستشفاء والتعليم، يعني اسهام مباشر في قتل شعبنا وتجهيله ودفعه لحالات يأس واحباط.
من جهته دعا المفتي عبدالله الامة العربية الىالتوجه نحو فلسطين التي تشهد انتفاضة تحاول ان تقول للعرب وللمسلمين ان دائرة الصراع الصحيحة والحقيقية هي فلسطين وليست غيرها من المناطق وان الاموال والسلاح الذي يصرف من اجل اسقاط وتبديل أنظمة ورؤساء، حري بها ان تصرف وتوظف في سبيل دعم الانتفاضة ضد اسرائيل التي تسعى الى مزيد من الاستيطان والتهويد والقتل والتشريد.
واعتبر ان الفتن التي تعيشها الامة برمتها هي فتن صهيونية استطاعت ان تطلق الفتن وتطلق الدعايات وان يصدقها البعض لان الصراع الطائفي يخدم الصهيانة والصراع الديني يخدم اسرائيل والانانية، وهي توأم الطائفية البغيضة التي باتت في وطننا لبنان هي الميزان لمواقفنا السياسية وتوجهاتنا حيال القضايا الكبرى التي تهم هذا الوطن الذي امنا به كوطن نهائي لجميع ابنائه الخلص وارتضوه وطنا حرا وسيدا وعربيا واسلاميا ومسيحيا.
واضاف اننا دائما نحتاج الى الحوار والى كل المواقف البطولية التي واجهت وقاومت اسرائيل الشر المطلق، وأخذنا الى الايمان بالانسان وحقه وواجبه نحو نفسه وغيره ونحو وطنه، مؤكدا ان الامام السيد موسى الصدر عرف حقيقة الصراع التاريخي بين القوى المقاومة والقوى التي ترفض الظلم والهيمنة والتسلط وبين الصهيونية العالمية المدعومة من الاستعمار العالمي الذي لا يزال يهدد الكيانات التي تقف في مواجهة الاستيطان والتهويد والاحتلال، وقد وضع الامام الصدر من خلال اقواله وافعاله الاسس الصحيحة والمداميك القوية التي يبنى عليها الوطن العربي والاسلامي بشكله الصحيح.
وشدد المفتي عبدالله ان الاعتدال والوحدة لا يعنيان التخلي عن الثوابت ولا ترك الاصالة، انما ما نريده من خلال الوحدة والاعتدال تظهير صورة واضحة ومواجهة التطرف والتفرقة ورسم خط عام للاعتدال لتستطيع كل الناس العيش مع بعضها البعض دون التقاتل والتنافر.