كثرت الأحاديث والتحاليل حول مغادرة قيادة حركة "حماس" لقطر، والوجهة الجديدة التي ستحط الرحال بها.
وتردد أن أسباب المغادرة، هو الشروط التي وضعت على قطر، ومن بينها ما هو مرتبط بعلاقاتها بحركة "حماس".
وأكدت قيادات في "حماس" لـ"اللـواء" "صحة مغادرة عدد منها الدوحة، دون أن يتم الكشف عن أسمائها، أو وجهتها"، وإن كانت المعلومات تُشير إلى احتمال توزعها على إيران، تركيا، أندونيسيا ولبنان.
لكن أوضحت مصادر في "حماس" أن "قرار المغادرة سبق ما أُعلن من شروط، والطلب من قطر مغادرة بعض قياديي الحركة"، ملمحةً إلى أن "حركة "حماس" لا تمانع من المساهمة في تخفيف الضغط على قطر".
وتأتي مغادرة قياديي "حماس"، بعد إنجاز انتخاب قيادتها الحالية التي أوصلت الدكتور إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي خلفاً لرئيس المكتب السابق خالد مشعل، الذي يحول النظام الداخلي للحركة توليه ولاية جديدة بعد ولايتين استمرتا منذ العام 1996.
وكذلك إصدار الحركة وثيقة المبادئ والسياسات العامة، التي أعلنتها بعد 30 عاماً على إطلاقها، وتوزعت على 42 بنداً في 12 عنواناً، أكدت على أنها حركة تحرر وطني، والابتعاد عن أنها فرع من "الإخوان المسلمين"، وصولاً إلى البند الـ20 الذي تضمن اعترافاً بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967، ما يعني الاعتراف بما أقرته "منظمة التحرير الفلسطينية" خلال "المجلس الوطني الفلسطيني" الذي عقد في الجزائر في العام 1988، وأعلن قيام دولة فلسطين، ما يعني تأكيداً لما أعلنته المنظمة قبل 29 عاماً.
وطرحت تساؤلات عن وجهة قياديي الحركة، خاصة مع الاستعدادات لزيارة رئيس المكتب السياسي هنية إلى طهران، استهلالاً لجولة يقوم بها إلى عدد من الدول؟
وحرص هنية على أن تكون محطته الأولى طهران، لها أبعاد عدة، وهو الذي تربطه بها علاقات مميزة واستراتيجية منذ سنوات، وبقيت قائمة حتى في فترة اتخاذ قيادة "حماس" الدوحة مقراً لها إثر مغادرة سوريا في العام 2012، بعد بدء الأحداث فيها.
ولا يستبعد أن يكون لبنان أحد الخيارات لإقامة عدد من قياديي "حماس"، خاصة أن هناك عدد منهم، وفي طليعتهم الدكتور موسى أبو مرزوق، يترددون على لبنان بإستمرار، ويلتقون قيادات لبنانية رسمية وأمنية وحزبية.
وعلى خط موازٍ، يزور مسؤول حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، مصر، حيث التقى على رأس وفد من الحركة عدداً من المسؤولين المصريين.
وذكر أنه جرى التباحث بشأن العلاقات بين مصر و"حماس"، حيث رشح أن نتائجها إيجابية، وقد تساهم في تحسين العلاقات بين الجانبين.
وتمر حركة "حماس" بمرحلة حسّاسة ودقيقة، فما كادت أن تنهي انتخابات قيادتها الجديدة، حتى كانت بعض الدول العربية تصفها بـ"الإرهابية"، في مشهد مشابه لما تعرّضت له الحركة منذ سنوات حين جرى تصنيفها أوروبياً بأنها "إرهابية"، وتم حينها تشكيل لجان للاتصال بشكل مباشر أو من خلال أصدقاء مع هذه الدول، من أجل إزالة هذا التصنيف، وهو المتوقع القيام به باتجاه بعض الدول العربية.
من جهته، أكّد مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان أن "مغادرة قيادات من "حماس" للدوحة متعلق بترتيب البيت الداخلي للحركة في أعقاب الانتخابات"، نافياً أن "تكون قطر قد طلبت رسمياً من قادة "حماس" الموجودين على أراضيها، ومن بينهم رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، وعدد من أعضاء المكتب السياسي الحالي، الخروج من أراضيها بناءً على رغبة عدد من الدول".