السبت 17 حزيران 2017 11:05 ص |
"بائع حلوى" كاد يغرق لبنان بالدماء! |
لماذا تحاول القوى الإسلاميّة في مخيّم عين الحلوة، إنكار علمها بوجود إرهابي على طرازٍ قياديٍّ رفيع مبايع لـ"داعش"، ويقود عمليّات ذات بعد أمنيّ تستهدف الداخل اللّبنانيّ، على الرغم من المعلومات القليلة الموجودة لدى الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة عنه، تسأل مصادر أمنيّة؟ المُشكلة، أنّ هذه القوى ليست من المحسوبة على التيّارات المتشدّدة، بل تلك المعروفة بعلاقاتها مع الدولة اللّبنانيّة. قبل أيّامٍ، أُمِيط اللّثام عن مخطّطٍ أمنيٍّ كبير، قاده انتحاريون مبايعون لتنظيم داعش من الجنسيّات العربيّة، كانوا يُخطّطون لتنفيذِ استهدافاتٍ أمنيّة إرهابيّة عدة. تبيّن من نتيجة التحقيقات، أنّ الحلقة القيادية الأقوى، أي العقل المدبّر لهذه المجموعة، موجود في مخيم عين الحلوة، وهو مختلف كليّاً عن أولئك الذين كانت تُرمى عليهم الاتهامات قبل ذلك. انطلاقاً من خُلاصة التحقيقات مع الموقوفين، تبيّن أنّ المدعو "خالد السيد" - فلسطينيّ مُقيم في مخيّم عين الحلوة، هو الذي ارتبط اسمه بإدارة هذه المجموعة، التي وللعلم، ذات نوعية مختلفة عن سابقتها، وهي استُقدمت من الخارج، ونموذج عملها يختلف جذريّاً عمّا هو سائد أو الذي اتّبع سابقاً في هجمات داعش المعتمدة في لبنان، ما يدلّ عن أن فرع التنظيم في لبنان، يعمل على تطوير وامداد نفسه بخبراتٍ خارجيةٍ بعد الضربات والسقطات المتتالية التي تعرض لها في بيروت. وبحسب المعلومات التي توافرت لـ"ليبانون ديبايت"، فقد عمل السيد على تأمين المعطيات اللّازمة لإنجاح المُخطّط، والمستقاة عن عمليات استطلاعٍ قام بها إرهابيون آخرون. حاول جهاز الأمن العام القابض على الملف، محاولة جمع المعلومات عن "السيّد" موكّلاً أحد الضبّاط من أجل الاتّصال بالجهات الفلسطينيّة والتنسيق معها حول الملف، لكن الصدمة كانت في جواب تلك القِوى، وعلى رأسها حركتي حماس وعصبة الأنصار، من أنّ لا درايةً لها بوجود هذا الاسم في الأصل! "إنكار وجود السيّد" كشفته معطيات التحقيق مع قياديٍّ آخر لا يقلّ شأناً ألقي القبض عليه في محيط مخيّم برج البراجنة، قبل تفكيك كامل شبكة "مشروع الربيع"، الذي لم يُخف أنّ السيد معروف لدى القيادات الإسلاميّة، لا بل إنّ أخطر ما يكشفه وجود نوايا لـ"تشكل نواة إمارةٍ إسلاميّةٍ مُعْلَنَة". وبحسب ما قدّم من اعترافات، يُعتَقد أنّ السيّد ناشط سابق في كتائب عبدالله عزّام وله علاقة مع الإرهابي بلال بدر. "إنكار" القوى الإسلاميّة، يقابله تأكيدات من مصادر أمنيّة حول أدلّةٍ باتت بحوزتها تشير إلى أنّ "السيّد" أقام في حي المنشية قبل أن ينتقل لاحقاً إلى حي الصفصاف ومن ثمّ إلى حي حطين أحد معاقل الإسلامين، وانكبّ على مُزاولة أحد المساجد هناك لساعات طويلة".
وتضيف أنّه وبعد بدء سريان المعلومات المتعلّقة به وانفضاحِ دوره، غادر حي حطين إلى حي السميرية الذي يمسك أمنه الأمير العسكري في "داعش" هلال هلال وأقام في منزلٍ هناك بتغطيةٍ أمنيّةٍ من بلال العرقوب وتكليف مباشر من أمير الشق الرسمي لـ"داعش" في عين الحلوة، جمال الرميض فارس، فكيف لكلّ هذه المعلومات أن تجهلها القِوى الإسلاميّة؟ وبحسب التسريبات التي بحوزة المصادر، فإنَّ "السيّد" (مسعد) كان معروفاً لدى قياديين من حركة حماس في عين الحلوة، وهو بقي في حي حطين عند دخول القوّة الأمنيّة الفلسطينيّة ونام في منزله تحت أعينها قبل أن يقرّر الخروج لاحقاً، والقياديون في الحركة، لديهم علاقة مع "خالد السيد" تماماً كعلاقتهم ببلال بدر. مصدر في حركة حماس، نفى لـ"ليبانون ديبايت" بشكلٍ قاطع أنْ تكون الحركة على علمٍ بوجود هذا الاسم في مخيّم عين الحلوة، أو أن تكون قد صادفته، لافتاً إلى أنّ قيادييها في المخيّم ينطلقون في علاقاتهم مع توجّهات الحركة التي تُعير الأمن اللّبنانيّ انتباهاً على درجةٍ قُصوى، ولا يخرجون عن الإطار العامّ في العلاقات أبداً، مؤكّداً أنّ الحركة على دوام التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللّبنانيّة، وليست بصدد إنكار أو إخفاء شيء. وطالب بأن "يخرج مخيّم عين الحلوة من هذه الصُبغة التي يريدها البعض له، والبحث عن سبلِ تعزيز الارتقاء بحياة اللّاجئين الفلسطينيين". المصدر :ليبانون ديبايت |