في الظّاهر، تبدو حياتهم صاخبة مليئة بضجيج وفرح النشوة، أمّا في الباطن، فصمتٌ مدوّ يسيطر على عقولهم المخدّرة، وأدمغتهم النائمة، وقلوبهم التي تتحوّل الى باردة منذ اللحظة التي يقرّرون فيها "خوض التجربة" في حياة خفيّة اختاروها بأنفسهم وقرّروا أن تكون سرّية...

في السّطور القليلة التالية، سندقّ "ناقوس الخطر"، سنسمّي الاشياء بأسمائها، علّنا نتمكّن من إنقاذ مَن تبقّى مٍن مراهقينا.

ربيع.ن (19 عاماً)، يدرس في إحدى أهمّ الجامعات في كسروان، يروي بغصّة تجربته المريرة مع مخدّر الـ "سالفيا"، هذه المادّة التي تسيطر على عقول كثير من شبابنا وتقطف بـ"وقاحة" أجمل سنوات عمرهم.
"جرّبتُها في إحدى المرّات خلال سهرة في أحد الملاهي الليلية المعروفة، ومنذ تلك اللحظة، باتت خبز حياتي اليومي، لم تعد تفارقني لحظة، باتت جزءاً لا يتجزّأ من كياني ومتطلّباتي، أحتاج إليها كالعطشى الذين يتوقون إلى قطرة ماء. لكنّ صلوات والدتي وحسن حظّي أرشداني الى مركز جمعيّة "جاد" حيث أتلقّى حاليّاً العلاج اللازم الذي سيخرجني إن شاء الله من هذه التجربة المريرة التي سرقت سنة كاملة من عمري"، يعترف ربيع.

"ضحايا مخدّر "السالفيا" كثرٌ وقلّما يخرجون عن صمتهم"، على حدّ وصف رئيس جمعيّة "جاد" لمعالجة المدمنين جوزف الحوّاط في حديث لموقع mtv، وهو شدّد على "أهميّة الإضاءة على خطر مخدّر "السالفيا" الذي يقضي على شبابنا كلّ يوم".

شرح الحوّاط تفاصيل كثيرة عن هذا العالم السرّي وآثاره من باب التوعية من خطر يعشّش في مناطقنا وأحيائنا وينمو بشكل صامت.

وأوضح ان "مخدّر السالفيا معروف بأنّه مخدّر المراهقين (بين 16 و 24 عاماً)، وهو خطر جداً، يتمّ تعاطيه بشكل كبير أي أكثر بـ 3 أو 4 مرّات من الحشيشة العاديّة، لأنه مصنوع من مواد كيمائية وهو ليس عشبة طبيعيّة، وبالتالي فإن الفحص الخاص به دقيق جداً ولا يُحسن إجراءَه أيٌ كان".

أمّا عن تأثيره على صحّة المتعاطي، ففسّر الحوّاط التأثيرات على الشكل الآتي:

- على الدماغ: هلوسة وانفصام في الشخصيّة.

- على الرئتين: اضطرابات في الجهاز التنفسي.

- اعتلالات في الجهاز العصبي.

ولفت إلى أن تأثيره يستمرّ 24 ساعة، ويزداد مفعوله مع شرب الكحول.

أمّا علاجه النفسي فأشار الحوّاط الى انه "طويل الامدّ لأن مفعوله سريع وكبير وضرره واضح".

* ما هو مخدّر السالفيا؟
عشبة Salvia divinorum: هي مادة عشبية خضراء اللون، مصدرها المكسيك وجنوب أميركا، وهي جزء من عائلة نبتة النعناع ومشابهة بالشكل لها.

- يعـرف منها:

- النوع الاول: "تفاحتين" (متوفر) ورائحتها ليست قوية

-يوضع معها تنبك او تبغ ليصار الى تدخينهما معاً ولتسريع عملية الحرق

-سعر الكيس الواحد من الحجم المتوسط يتراوح بين 25 الى 35 الف ليرة لبنانية

-النوع الثاني، الاكثر خطراً: الملوخية (غير متوافر دائماً) ورائحتها قوية

-تباع في الكيس الواحد كمية من التفاحتين اقل

-يصار الى تدخينها بدون وضع اي مواد اخرى

-سعر الكيس يتراوح بين 30 ألفاً و40 الف ليرة لبنانية

-يضاف الى Salvia: سم الفئران / زرنيخ / انيترات/ كاديميون / اديميون

-المفعول يظهر بعد اقل من دقيقة واحدة من تعاطيها

-الكيس الواحد حجم متوسط يكفي لصنع من 9 الى 10 سجائر ومن 3 الى 5 سجائر اذا كانت كمية التعاطي كبيرة

- الضرر:
هلوسات / التعجيل في مرض الزهايمر / تمزق العضل خصوصاً اعصاب شرايين الفم / تسبب غشاوة في العينين مما يشوّش الرؤية / تأثيرات مباشرة على خلايا الدماغ تفصل الشخص المتعاطي عن الواقع / تؤثر على حاسة السمع.

-العلامات:
احمرار في العين / هلوسة / كلام غير مترابط / عنف غير مبرر / الشك والظن السيئ في الاشخاص المقربين / انزواء/ الانعزال عن المحيط / اجتفاف في الفم / الميل الى الانتحار.

- ملاحظة:

عند الامتناع عن تعاطيها يصاب المدمن بأعراض مطابقة لأعراض الامتناع عن تعاطي الهيرويين.