نفّذ أهالي منطقة السعديات اعتصاما في باحة مسجد المحلّة، احتجاجاً على توقيف احد ابناء البلدة على خلفية الاشتباك الذي وقع في المنطقة مساء الجمعة الماضي.
وتحدّث بإسم المعتصمين إمام المسجد الشيخ إبراهيم إبراهيم الذي اتهم «مسلّحين بالقيام بمشاكل في البلدة بإسم «سرايا المقاومة» و«حزب الله»، متحدّثاً عن «عروض مسلحة وسيارات داكنة الزجاج وإطلاق نار على المنازل، حتى أنهم تجرأوا على إطلاق النار على المسجد»، وآملاً أن «لا تكون السعديات فتيل التفجير والاحتقان في البلد»، وداعياً «كل المعنيين من المرجعيات الأمنية والسياسية والقضائية إلى الاقتصاص ممن يخربون البلد ويحاولون النيل من كرامة الناس».
وقال الشيخ إبراهيم: «السعديات قرية ككل القرى اللبنانية، مسالمة محبة وذات عيش واحد وفيها من كل الأطياف، لكن هذا السلاح المنفلت هو من يجرنا الى المآسي، ونخشى ان يقع ضحايا، لذلك اجتمع الأهالي لرفض إلقاء القبض على احد شباننا لأنه كان يقوم بواجب الدفاع عن منزله وأهله ولم يعتد على الآخرين، وبكل بساطة نقول ان أهالي السعديات بكل بساطتهم ورحابتهم لا يرضون ان يتجرأ عليهم احد، نساء وأطفالا وشيوخا، لا نرضى ان يروعنا احد بأمننا وكرامتنا»، معرباً عن الثقة بـ«القوى الأمنية والقضائية» في أن ينال مطلقو النار عقابهم العادل».
وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان أعلنت فيه عن «أن قوة من الجيش دهمت أماكن عدد من المشتبه بتورطهم في الحادث، وأوقفت 10 مواطنين وسوريين أثنين وفلسطينيا واحدا، وضبطت بحوزة بعضهم بندقية حربية ومسدسين وكمية من الذخائر الخفيفة والأعتدة العسكرية المتنوعة، بالإضافة إلى عدد من أجهزة الاتصال، تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة، وتستمر قوى الجيش بتعقب باقي المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص.
وفي تعليق له على الحادث، أشار «اتحاد الشباب الديمقراطي» فرع إقليم الخروب، في بيان له، إلى «تكرر مشهد الفلتان الأمني في منطقة السعديات الذي يهدد أمن وأمان إقليم الخروب وأهله ومجتمعه بكافة مكوناته»، لافتاً إلى أن «النظام الطائفي يرسم لنا طريقا تودي بنا في هوة الحرب التي لن تولد إلا المآسي»، وداعياً إلى «نبذ المذهبية والحقد الطائفي حفاظا على أمن مجتمعنا»، ومشدداً على «ضرورة ضبط النفس حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى»، ومراهناً على «وعي أبناء الإقليم» وداعيا كافة الأهالي إلى «التوحد دفاعا عن مصالحهم في وجه من فرقهم ليسلبهم لقمة عيشهم، نحو أمن اجتماعي وحياة كريمة تضمن مستقبلا أفضل لأولادهم».