الأربعاء 5 تموز 2017 10:24 ص |
عقدة "الغريب": بلديّة بكفيا تفرض "خوّة" على النازحين |
تفوّقت بلدية بكفيّا بعنصريتها تجاه النازحين السوريين على كلّ البلديّات اللبنانيّة الأخرى، إذ فرضت «خوّة»، على شكل رسم بلدي «غير قانوني»، على كلّ نازح سوري أن يدفعها إلزامياً، بقيمة مئة ألف ليرة كلّ ثلاثة أشهر، ليتمكّن من السكن في نطاقها الإداري، وإلّا فالبحث عن بلدة أخرى «تتحمّل نفاياته وأوساخه». عدا عن العنصريّة المقيتة التي تشوب هذا القرار، وكأن النفايات لا تفرزها سوى فئة معيّنة، فهو ينطوي أيضاً على مخالفات فاضحة للقوانين عبر فرض ضريبة غير منصوص عليها قانوناً مع تحديد المكلّفين بها وكيفيّة احتسابها وتحصيلها ومهل جبايتها بعد أشهر من فوزها في الانتخابات البلديّة في بكفيّا في أيار 2016، قرّرت لائحة «سوا للإنماء» التي رأَستها نيكول الجميّل (ابنة رئيس الجمهوريّة الأسبق أمين الجميّل)، معالجة الوجود السوري في نطاقها الإداري على طريقتها، ففرضت رسماً بقيمة مئة ألف ليرة لبنانيّة على كلّ نازح/ة عامل/ة وغير عامل/ة فوق الثامنة عشرة من العمر، وكلّ نازح/ة عامل/ة بلغ/ت الخامسة عشرة من عمره/ا، على أن يُدفع دورياً كلّ ثلاثة أشهر، لتتمكّن من «تنظيف الأوساخ التي ينشرونها في محيط سكنهم»، فضلاً عن ممارسة أشكال عدّة من التمييز بحقّهم عبر منعهم من التجوال ليلاً، وركوب الدرّاجات الناريّة، وحتى إقامة الحفلات. يبدو من ذلك، أن حزب الكتائب لم يشفَ بعد من عقدة «الغريب» التي طبعت تاريخه قبيل الحرب اللبنانيّة وخلالها تجاه اللجوء الفلسطيني، والتي ترافقت مع أحداث دموية. وها هي اليوم تأخذ شكلاً مشابهاً تجاه النزوح السوري، في ظل استمرار «الدولة اللبنانيّة» بالنأي بنفسها عن إدارة هذه الأزمة التي تتفاقم يومياً، وتتنامى معها مشاعر العنصريّة والحقد، بما ينعكس سلباً على المواطنين والنازحين على حدّ سواء، وهم الحلقة الأضعف. البلدية: نريد الحفاظ «عليهم»
يهدف هذا القرار البلدي إلى «المحافظة على صحّتهم (النازحين) أولاً، والمحافظة على البيئة ثانياً» بحسب ما يقول عضو المجلس البلدي ومحامي البلديّة ساسين بو ضومط في اتصال مع «الأخبار»، مشيراً إلى أن «البلديّة بدأت تطبيق هذا الإجراء منذ أكثر من تسعة أشهر لتنظيم سكن السوريين في بكفيّا. ووضعنا هذا الرسم على كلّ سوري راشد بلغ الثامنة عشرة من عمره، وكلّ سوري غير راشد ولكنّه يعمل وتخطّى الخامسة عشرة من عمره، وذلك لتغطية المصاريف التي تتكبّدها البلديّة على السوريين، سواء في أعمال التنظيفات أو توسيع شبكة الصرف الصحي التي تواجه ضغطاً نتيجة وجود نحو ألف سوري في البلدة».
يخالف القرار القوانين نتيجة تكليف سكّان ضريبةً غير منصوص عليها وفرضها بطريقة تمييزيّة
لا يختلف هذا الرسم المفروض على السوريين عن الإجراءات العنصريّة التي تمارسها الكثير من البلديّات بحقّ النازحين منذ بداية الأزمة وحتى اليوم، وهي تضاف إلى الاعتداءات التي تعرّضوا لها من الشرطة البلديّة في كلّ من عمشيت وجونية، وإلى أعمال السخرة التي فُرضت عليهم في بلدة ترتج الجبيليّة، إضافة إلى حظر التجوّل وغيرها من الممارسات التي تحدّ من حريّتهم وتنتهك الكرامة الإنسانيّة وتنمي مشاعر الحقد لدى السوريين والعنصريّة لدى اللبنانيين. رسم مخالف للقانون
عدا عن العنصريّة التي تتلطّى وراء هذا القرار، فهو يخالف أيضاً كلّ القوانين المرعيّة نتيجة تكليف سكّان ضريبة غير منصوص عليها بقانون، وفرضها بطريقة تمييزيّة وعنصريّة على فئة معيّنة من المقيمين في المجال العام نفسه. وتقول المحامية غيدا فرنجية إنه «لا وجود لأي نصّ يفرض هذه الضريبة، وهو إجراء غير قانوني، أولاً لأن الضريبة لا تفرض من دون قانون، وثانياً لأن الرسم البلديّ يؤخذ سنوياً ويفرض على العقار لا على الفرد، وثالثاً لأنها تمييزيّة تفرض على فئة معيّنة (السوريين حصراً) من المقيمين في المساحة العامّة نفسها». المصدر :(فيفيان عقيقي - الأخبار) |