واصل المقدسيون مواجهة إجراءات قوات الإحتلال الإسرائيلي، برفضهم الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الالكترونية، التي نصبها الإحتلال على بابي الأسباط والمجلس، عند مداخل المسجد المبارك.
وإستمروا بتأدية الصلوات في الشوارع أمام البابين، وسط إجراءات مكثفة لقوات الإحتلال، وتوتر شديد يسود محيط المسجد وداخل البلدة القديمة.
وقد أصيب 9 مواطنين فلسطينيين بالرصاص المطاطي و15 آخرون بالاختناق، إثر اعتداء قوات الإحتلال على المصلين خلال تأدية الصلوات بالقرب من باب الأسباط، حيث اندلعت مواجهات عنيفة.
وأطلق جنود الإحتلال الأعيرة المطاطية والقنابل الدخانية، واستخدموا الهراوات والركل في ممارساتهم الوحشية.
وتعرض الأمين العام لـ"حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية" الدكتور مصطفى البرغوثي لاعتداء بالضرب من قبل جنود الإحتلال أثناء تأديته صلاة الظهر مع المصلين في ساحة باب الأسباط، قبل أن يصاب خلال صلاة المغرب برأسه برصاصة مطاطية أطلقها جنود الإحتلال، حيث نقل إلى "مستشفى المقاصد" في المدينة للمعالجة.
وشدّد البرغوثي على أن "القمع الإسرائيلي لن يكسر إرادة المقدسيين"، داعياً "كل أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني إلى إسناد أهل القدس والمرابطين بها، ولا يجوز تركهم وحدهم في هذه المعركة التي تتعلق بالمسجد القدسي المبارك، وبمستقبل القدس وكل فلسطين"، مطالباً "الدول العربية والإسلامية بفرض العقوبات والمقاطعة على "إسرائيل" لردعها عن ممارساتها تجاه القدس والمسجد الأقصى".
وأقدمت قوات الإحتلال على طرد حراس المسجد والمصلين من باب الأسباط بقوة السلاح، وطلبوا من المواطنين الدخول إلى المسجد الأقصى بعد التفتيش الالكتروني، أو الابتعاد عن أبوابه خلال 5 دقائق.
وكانت قوات الإحتلال قد منعت مصلين فلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948، وصلوا إلى القدس، من الدخول والصلاة في المسجد الأقصى.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين باحات المسجد أمس بحماية مشددة من شرطة الإحتلال، وذلك للمرة الأوّلى منذ إغلاقه الجمعة الماضي.
ونفذ الاقتحام 20 مستوطناً، تجولوا داخل ساحات المسجد فيما يمنع المقدسيون، بما في ذلك موظفو الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد من دخوله، بعدما اشترطت قوات الإحتلال أن يتم عبر البوابات الالكترونية التي وضعتها عند مدخلي بابي الأسباط والمجلس.
ووجه الشبان الفلسطينيون دعوات إلى إغلاق كل مساجد مدينة القدس، والتوجه للصلاة أمام باب الأسباط، وذلك رداً على إجراءات الإحتلال التعسفية.
ووجهت حركة "فتح" دعوة إلى النفير العام ويوم غضب عارم غداً (الأربعاء) والزحف الجماهيري وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وبتنسيق مع وزارة الأوقاف ستقام صلاة الجمعة المقبلة في الساحات العامة في المدن الفلسطينية، نصرة للأقصى والمقدسات وضد ممارسات الإحتلال الإرهابية حتى يرجع الاحتلال عن ممارسته ضد المسجد الأقصى .
جاء ذلك خلال استقبال أمين سر حركة "فتح" عضو المجلس الثوري عدنان غيث، أمس عضو اللجنة المركزية للحركة ومفوض عام التعبئة والتنظيم الدكتور جمال المحيسن وكافة أمناء سر الحركة في الأقاليم الشمالية، حيث عقد اجتماع في مدينة القدس، في رسالة واضحة مفادها التضامن ما بين كافة المحافظات مع إخوتهم في القدس الشريف.
وأكد مفتي القدس والديار المقدسة الفلسطينية الشيخ محمّد حسين رفض "التغيير أو العبث بالوضع التاريخي للمسجد الأقصى، الذي يجب أن يعود إلى ما كان عليه قبل يوم الجمعة الماضي، لأن البوابات الالكترونية التي وضعتها قوات الإحتلال الإسرائيلي على بوابات المسجد الشريف، تعتبر تغييراً في الوضع القائم في المسجد، وهو ما نرفضه".
وشدّد المفتي حسين على أنه "إذا لم يتمكن المصلون من أداء الصلاة في المسجد الأقصى بعيداً عن البوابات الالكترونية، فعليهم تأديتها عند أقرب مكان في المسجد القدسي".
ووجهت المرجعيات الإسلامية في بيت المقدس ممثلة برئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، رئيس "الهيئة الإسلامية العليا"، مفتي القدس والديار الفلسطينية والقائم بأعمال قاضي القضاة نداءً إلى أهالي القدس وفلسطين برفض البوابات الالكترونية وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.
وشددت على رفض "إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم ومقاطعتها، ومنها فرض البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، ونهيب بأهلنا عدم التعامل معها مطلقاً وعدم الدخول خلالها إلى المسجد الأقصى المبارك بشكل قاطع، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والتعبد فيه".
وناشدت المواطنين أنه "في حال استمرار فرض البوابات الالكترونية على دخول المسجد الأقصى المبارك، ندعو أهلنا إلى الصلاة والتعبد أمام أبواب المسجد المبارك وفي شوارع القدس وأزقتها".
وفي اطار ممارسات الإحتلال التعسفية، أصدرت أمراً بإعتقال مفتي الخليل محمّد ماهر مسودة، ومنعه من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي بدعوى "التحريض" خلال خطبة الجمعة التي ألقاها.
وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنها قررت اعتقال مفتي الخليل، بعد رفضه الاستجابة لطلب الاستدعاء للتحقيق معه، فيما نفى المفتي مسودة تلقيه استدعاءً أو بلاغاً من سلطات الإحتلال، مؤكداً أنه "علم بقرار اعتقاله من وسائل الإعلام".
ونفى مفتي الخليل أن "يكون تناول في خطبة الجمعة، التي ألقاها في الحرم الإبراهيمي أي "تحريض" كما يدعي الإحتلال، بل تطرق إلى رفض مليار ونصف مليار مسلم لإجراءات الإحتلال، وإقدامه على إغلاق المسجد الأقصى، ومواقفه برفض ما يحاول الإحتلال فرضه من أمر واقع وبقوة السلاح، واضح لا لبس فيه، ويعلنه منذ عمله في مديرية الأوقاف الفلسطينية في الخليل قبل 44 عاماً".
وحذر مفتي الخليل من "تطبيق الإحتلال لسياسة مشابهة في المسجد الأقصى، لما جرى في المسجد الإبراهيمي، بإقامة البوابات الالكترونية على مداخله، واخضاع المصلين إلى تفتيش تمهيداً للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، الذي يعد جزءاً من عقيدة كل المسلمين في العالم".
وفي تطوّر هام أقدم مجهولون فجر أمس على مهاجمة مسجدين في قرية المغار - شمال الأراضي الفلسطينية منذ العام 1948، وقد استهدف مسجد بإلقاء قنبلة صوتية بإتجاهه، فيما أطلق النار على المسجد الآخر، قبيل صلاة الفجر، ما جنّب وقوع اصابات بشرية، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
وقرية المغار، يقطنها فلسطينيون من مسلمين ودروز، حيث يخشى من محاولات فتنة داخلية بين الفلسطينيين من خلال استهداف المساجد والخلوات والكنائس، وهو ما يصب في خدمة مشروع الإحتلال، الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين الفلسطينيين.
ودعت "لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل" والأحزاب العربية في عدة بيانات أصدرتها، كلاً على حدة خلال الآونة الأخيرة إلى "ضبط النفس وتجنب حدوث فتنة داخلية".